02-15-2019, 03:17 PM
|
|
|
|
|
اكتشف جمال الشيخوخة
أمي الحبية، أبي الغالي، هل تعلمانِ أنكما في نعمةٍ أكادُ أحسدكما عليها، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل هذه النعمة عامة على كل عباده الذين سيطول بهم العمر.
أمي الحبيبة، هل تُعانين من فراغٍ في البيت، وأنها قد قلت حولك الأصوات والضحكات، ألا تعلمين أمي الحبيبة أن هذه نعمة؛ لأنها تُقرِّبك من الله، وتجعل عندك وقتًا تقضيه في الطاعة والعبادة، فأنا يا أُمِّي أبكي حسرة اليوم لأجد وقتًا للقرآن؛ لأن الدنيا لا زالت تشغلني وأنت تختمينه كل ثلاثة أيام.
وأنت يا أبي، مالي أراك قد اعتلى الهمُّ وجهَكَ بعد أن زوجت الشُّبَّان والشابَّات، ومرَّ بك العمر فما عادت هواياتهم تعجبك، ولا سهراتهم تُرضيك.
ألا تعلم يا أبي الغالي، أن هذه نعمة تستحقُّ الحمد والشكر لله، اسأل نفسك يا أبي ماذا سيحدث لو أن الحياة بقيت تجذبك بإغواءاتها، وبقيت روحك مستمرةً في الغوص في متعتها، كيف عندها ستكون نهايتك؟ وأين ستجد الوقت المهيَّأ لك للتفكُّر والتدبُّر؟ وكيف ستجبر نفسك على الإدبار عن الدنيا والإقبال على الآخرة؟
وهب يا أبي أن الصحة بقيت ملازمةً لك مع قوة الشباب ونشاطه، فهل كنت ستستطيع الإقبال على قرآنك وعباداتك بهذا الشكل.
أبي الحبيب، أنا وأنت نعلم أن الحياة ليست للبقاء؛ وإنما لها نهاية وككل شيء له نهاية لا بد أن تتوضَّح الخطوط في نهايته، أبي الحبيب، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: ((خيركم من طال عمره، وحسن عمله))، وهذه هي غاية الحياة الدنيا.
فاعلم يا أبي واعلمي يا أمي أن كل ضائقة تمرُّ بكم ما هي إلا نعمة من الله أراد بها أن يقربكم إليه، ولهذا أضعف أجسادكم، وسلب الشهوة من أنفسكم.
وأسأله سبحانه أن يجعلكم ممن طال عمره، فحسُن عمله، فهيَّا يا أبي اغتنم نِعَمَ الله عليك، وابدأ بالتفكُّر الحقيقي في نفسك وفي مآلك وآخرتك، ولا تكثر من الشكوى والعتب بقدر إكثارك من العمل والدعوة، ومحاولة ترك الأثر الطيب والصدقة الجارية لك، ولتصنع لنفسك نظرة جديدة حول شيخوختك، مع كل الحب.
h;jat [lhg hgado,om h;jat
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:02 PM
|