السؤال: ما
معنى قول ابن الجزري رحمه الله: وبيِّنَنْ مُقلقلاً إن سكنَ *** وإن يكن في الوقف كان أبينَ
الإجابة: إن ابن الجزري رحمه الله ذكر أن
القلقلة تقتضي بياناً في الحرف، لأن معناها عدم الضغط على الحرف ضغطاً كاملاً في مخرجه، بل يبقى متذبذباً في المخرج، وهي هذه الأحرف وهي التي يجمعها قولك: (قطب جد)، كما قال المختار بن بون رحمه الله: وقطب جد المقلقلة فإذا كانت في الوقف كانت
القلقلة فيها شديدة، وإذا كانت ساكنة في وسط الكلمة أو من غير وقف كانت
القلقلة فيها أقل.
فالتبيين هو إظهار هذه الصفة التي هي القلقلة، فمثلاً إذا قرأت: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإنك تبين
القلقلة فتقول: {أحد}، فكثير من الناس يقول: "أحدّ"، فيجعل الدال كأنها مشددة وهذا ضغط على الحرف في موضع
القلقلة فتذهب هذه الصفة بالكلية وهذا غير صحيح، فيقول الإنسان: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ} وهكذا، وكذلك: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} فإن كثيراً من الناس يقول: "فانصبّ" ويقول: "فارغبّ" وهذا لحنٌ لأنه يقتضي تشديداً في الباء، فمعنى ذلك انصبّ، والانصباب هو مشي الماء، كذلك ارغبّ فارغبّ لا
معنى لها أصلاً فتشديدها لحن مغير للمعنى.
ومع ذلك إذا كانت
القلقلة في غير وقف فإذا لم يبنها الإنسان أدى ذلك إلى التباس الحرف بحرف آخر فمثلاً: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} فإنك إذا قلت قدحاً كانت الدال كالتاء لتقاربهما في المخرج فتصير الدال كالتاء، وهذا لحن، فلذلك على الإنسان أن يظهر
القلقلة في مثل هذه المواضع التي إذا لم يظهرها أدت إلى التباس الحرف بحرف آخر.