مرحبًا، نحن لا نعرف بعضنا، لكنني أحببتُ أن تتلقَّى رسالة من شخص غريب وعابر، أتمنى لك يومًا مليئًا بالرحابة والانشراح، وأن يُصادفك اليوم خبرٌ سعيدٌ يُعيد لرُوحك الحياة، ويجعلها تبتهج.
عزيزي القارئ، تكمن السعادة في الرضا بما كتبه الله لك؛ فنحن أتينا إلى هذه الحياة ضيوفًا، وسنرحل يومًا ما؛ لذا اغتنم فرصتك في الحياة، وحدِّد هدفك، واسْعَ لتحقيقه؛ كلٌّ منا له نوعه الخاص من السعادة حسب ما يريد وما يتمنَّى، فقد تكون السعادة بالنسبة إليك تتمحور في جمع الأموال، والعيش برخاء، وشراء سيارة فارهة تتجوَّل بها هنا وهناك؛ بينما تكون السعادة بالنسبة لشخص آخر تتمثَّل في القُرْب من الحبيب، وقد تكون بالنسبة لشخص ثالث تتمثَّل في المستوى التعليمي والحصول على أعلى المراتب، وغيرها من أسباب السعادة التي تتعدَّد، وتختلف من شخص لآخر، فلدى كُلٍّ منا سببٌ يجعله سعيدًا، فالسعادة لا تهبط من السماء؛ بل أنت من يزرعها في الأرض؛ لذا استفتِ قلبك، واجعله يقودك نحو مصدر سعادتك الخاصة. لم تكن السعادة يومًا بالكمِّ، فلطالَما كانت وستظل بالكيف:
البعض منا يُقارن بين أوقاته السعيدة وأوقاته الحزينة، ويتصوَّر أنه مرَّ بالكثير من الحزن مقابل لحظات ضئيلة من السعادة، هذه النظرية حتمًا خاطئة؛ فإنه بمجرد التفكير في تلك الطريقة قد تحزن وتَضعُف عزيمتُك على تحقيق شيء تريده، فلا أحد يعرف ما الذي بداخلك، لا أحد يعلم القصة كاملة، ولن تستطيع شرحها مهما حاولت؛ لكن هو يعلمها دون أدنى شرح أو تفسير أو تبرير منك، وحده القادر على كل شيء في لحظة، كن فتكون، فقط لأجل دعوة صادقة مشبعة باليقين، وحسن الظن به سبحانه وتعالى، والله سيجبر بخاطرك، فقط ادْعُه وانتظر. لولا الخيال لأصابنا مسٌّ من الجنون:
فالخيال أحيانًا يكون مُسكِّنًا لأوجاعنا وأحلامنا التي لم تتحقق، لكن تكمُن القوة في أن تجعل هذا الخيال هو الدافع نحو تحقيق هدفك، والوصول لسعادتك.
وأخيرًا دعْ رُوحك تجذبك بصمت نحو ما تحبُّ، فإنها لن تضلك أبدًا، قد يكون الله سخَّرني إليك حتى تبتسم، أتمنَّى أن أكون قد نجحتُ في ذلك.