فضل العلماء في الإسلام_ القافله
يقول? ?أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد في? (?بيان الشريعة لفضل العلم والعلماء?): «?لا? ?يخفى على كل ذي? ?لب?، أن ما من خير? ?وضعه الله عز وجل في? ?هذه الأرض إلا وأصله ومادته من العلم، وما من شر? ?إلا وأصله ومادته ومنبته من الجهل، ولذلك رفع الله بالعلم العلماء ووضع بالجهل الجهلاء وقد جعل الله لأهل العلم من الخير والفضل في? ?الدنيا والآخرة ما لا? ?يخفى، فالعلم فضله? ?يدل العقل عليه، والجهل? ?يكفي? ?في? ?بيان ذمّه أن الجاهل? ?يتبرأ منه، ويكفي? ?في? ?فضل العلم أن? ?يلتمسه حتى أهل الجهالة?».?
من الأحاديث النبوية في فضل العلم والعلماء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم?: «?من سلك? ?طريقا?ً ?يطلب? ?فيه? ?علماً سلك اللّه? ?به طريقاً من طرق? ?الجنّة?»?، «وإنّ? ?الملائكة? ?لتضع? ?أجنحتها رضى لطالب? ?العلم، وإنّ? ?العالم? ?ليستغفر? ?له من في? ?السماوات? ?ومن في? ?الأرض، والحيتان? ?في? ?جوف? ?الماء?. ?وإنّ? ?فضل? ?العالم? ?على العابد? ?كفضل? ?القمر? ?ليلة? ?البدر? ?على سائر? ?الكواكب?. ?وإنّ? ?العلماء? ?ورثة? ?الأنبياء، وإنّ? ?الأنبياء? ?لم? ?يورّثوا ديناراً ولا درهما?ً». (?وصدق من لا? ?ينطق عن الهوى?..).?
شفعاء? ?يوم القيامة
قال الإمام الذهبي? ?بعد ذكره لطائفة من العلماء?: «?وما أوتوا من العلم إلا قليلا، وأما اليوم فما بقي? ?من العلوم القليلة إلا القليل?» ?وإذا كان هذا في? ?العصر الذهبي? ?فما بالك بزمننا هذا؟ فإنه كلما بعد الزمان عن عهد النبوة قل العلم، وكثر الجهل، فإن الصحابة رضي? ?الله عنهم كانوا أعلم هذه الأمة، ثم التابعين، ثم تابعيهم، وهم خير القرون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم?: «?خير الناس قرني، ثم الذين? ?يلونهم، ثم? الذين ?يلونهم، ثم? ?يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم? ?يمينه، ويمينه شهادته?».?
وما قيل عن العلماء وفضلهم كثير?. ?فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال?: «?العلماء مصابيح الأرض?، وخلفاء الأنبياء?، وورثتي? ?وورثة الأنبياء».?
? ?وروى عثمان بن عفان رضي? ?الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال?: «?يشفع? ?يوم? ?القيامة? ?ثلاثة?: ?الأنبياء? ?ثمّ? ?العلماء?، ثمّ? ?الشّهداء?».?
وعن أنس بن مالك رضي? ?الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال?: «?العلماء? ?أمناء? ?الرسل? ?على عباد الله?».?
وروي? ?عن عبدالله بن مسعود رضي? ?الله عنه? «?العلماء? ?قادة?، والمتّقون? ?سادة?، ومجالستهم زيادة?».?
أعظم شهادة
وروي? ?عن عبدالله بن مسعود رضي? ?الله عنه قال?: «?إنكم في? ?زمان كثير فقهاؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى، وسيأتي? ?من بعدكم زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه?».?
ويقول? ?ابن القيم في? «?مدارج السالكين?»: ?إنّ? ?الله? سبحانه? ? إذا جمع? ?النّاس? ?يوم? ?القيامة? ?في? ?صعيد? ?واحد??، قال? ?للعلماء?: «?إنّي? ?كنت? ?أعبد? ?بفتواكم، وقد علمت? ?أنّكم كنتم تخلطون? ?كما? ?يخلط? ?النّاس، وإنّي? ?لم أضع علمي? ?فيكم وأنا أريد? ?أن أعذّبكم، اذهبوا فقد? ?غفرت? ?لكم?».?
فلعلماء الإسلام سلطان على الأرواح، تخضع له العامة طواعية? ?ورغبة، خضوعا فطريا، لا تكلّف? ?فيه لشعورهم أن العلماء هم المرجع في? ?بيان الحق، ولذلك جعل الله أهل العلم بالمقام المحمود عنده?.?
ولذلك أشهد الله العلماء على أشرف معلوم وهو? (?توحيد الله?) ?فقال الله سبحانه وتعالى?: «?شهد? ?الله? ?أنّه? ?لا إله? ?إلا هو? ?والملائكة? ?وأولو العلم? ?قائماً بالقسط? ?لا إله? ?إلا هو? ?العزيز? ?الحكيم?»، (?آل? ?عمران?:81).
فتوحيد الله أشرف وأعظم ما? ?يُتقرّب? ?به إليه سبحانه?، ولذلك أشهد الله عليه الملائكة، ومن الناس أشهد العلماء، وذلك لأنه لا? ?يشهد? ?على العظيم إلا العظماء?.?
دعاة الخير
لقد رفع الله أهل العلم في? ?الدنيا على أهل الجهالة?.. ?فمراتبهم بين الناس على قدر علمهم وتمكّنهم من وحي? ?الله سبحانه، وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن? ?يسأل زيادة من العلم فقال الله جل وعلا ?«?وقل? ?ربّ? ?زدني? ?علما?ً»، (طه:411).
فلم? ?يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن? ?يسأل شيئا من خيري? ?الدنيا والآخرة زيادة فيه إلا زيادة في? ?العلم? - ?لفضله وجلالته? - ?لأن الإنسان قدره عند الله بقدر علمه بوحيه، وعمله بذلك، ووحي? ?الله هو كتابه، وسنة رسوله? ?صلى الله عليه وسلم?، ? ?قال الله جل وعلا?: «?يرفع? ?اللّه? ?الّذين? ?آمنوا منكم? ?والّذين? ?أوتوا العلم? ?درجات?» (?المجادلة: 11)، فدرجاتهم عند الله بقدر? ?علمهم، ولذلك ما عصي? ?الله عز وجل إلا بجهالة، وما عبد? ?إلا بعلم ومعرفة?.?
وقد كان أهل العلم هم أهل الحظوة والفوز عند الله وجاء الله بآيات? ?كثيرة في? ?مدحهم، وجاء بمدحهم في? ?سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ما لا? ?يحصى، ويكفي? ?أن الأصل في? ?العلماء العدالة، ولذلك? ?يقول النبي? ?صلى الله عليه وسلم?: (?يحمل هذا العلم من كل خلف? ?عدوله?) ?وفيه دلالة على أن العلماء عدول وهو الأصل فيهم?، كما أن الخير? ?لا? ?ينتشر في? ?الأرض إلا بالعلماء، والشر لا? ?ينتشر في? ?الأرض إلا بفقدهم، ولا? ?ينقص الخير إلا بفقد العلماء?.?
أهل البصيرة
إن مهمة العلماء أن? ?يتصدّوا للتيارات المتطرفة الضالة، وهم القادة المصلحون الذين يسهمون بعلمهم? ?في? ?قيادة العباد والبلاد إلى برّ? ?الأمان، وهم الطليعة الذين? ?يتقدّمون الشعوب نحو التقدم والازدهار، وهم محل ثقة الناس عامة?. ?وإن أهل الجهالة لا? ?يتصدرون إلا حينما? ?يغيب أهل العلم الذين? ?يقومون بأمر الله، فمهمتهم في? ?هذه الأرض أن? ?يدلوا الناس إلى ما فيه الفلاح، وقد أمر الله سبحانه وتعالى? ?بالرجوع إليهم عند المشكلات والمعضلات، يقول? ?الله في? ?كتابه العظيم?: «?فاسألوا أهل? ?الذّكر? ?إن? ?كنتم? ?لا تعلمون?» (?النحل?)، ?43?) ?وأمر الله حال نزول الفتنة والفرقة والشّقاق والنفاق بين الناس أن? ?يكون مرجعهم كلام الله ورسوله، بفهم? ?أهل العلم والمعرفة بكلام الله?. ?ولذلك? ?يقول?: «?وإذا جاءهم? ?أمر? ?من? ?الأمن? ?أو? ?الخوف? ?أذاعوا به? ?ولو? ?ردّوه? ?إلى الرّسول? ?وإلى أولي? ?الأمر? ?منهم? ?لعلمه? ?الّذين? ?يستنبطونه? ?منهم?» (?النساء?): ?83? ?و«الذين? ?يستنبطونه منهم?» هم العلماء العارفون كلام الله، وقد أمر الله عز وجل بالرجوع إليهم والنهل من علمهم، فإنهم هم أهل البصيرة، لأنهم أعلم الناس بالله، ولذلك جعل الله لهم من الخيرية والفضل في? ?هذه الدنيا ما لم? ?يكن لغيرهم، وجعل لهم كذلك في? ?المقابل العذاب الأليم? ?يوم القيامة إن خالفوا أمر الله?.?
وحينما? ?يكون الإنسان بين ثواب جزيل إن وافق?، والعقاب الأليم إن خالف?، فإنه? ?يكون أقرب الناس إلى الصواب وأحراهم بالتماسه والقرب من الحق، ولذلك كان أهل العلم أقرب الناس إلى الحق والصواب وأقربهم إلى فهم الحق والبينة?. ?بل إن الله? ?جعل الخيرية في? ?أهل العلم فقد جاء في? ?الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال?: «?من? ?يرد الله به خيراً? ?يفقهه في? ?الدين».?
نجوم السماء
عن أنس بن مالك رضي? ?الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال?: «?إن مثل العلماء في? ?الأرض، كمثل النجوم في? ?السماء? ?يهتدى? ?بها في? ?ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم، أوشك أن تضل الهداة?».? |
|
tqg hguglhx td hgYsghl_ hgrhtgi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|