كم من فتى امسى وقد اصبح ضاحكــا ونسجت اكفانه وهو لايـدرى ؟
وكم من صغار يرتجى طيلة عمره وقد ادخلت اجسادهم ظلمة القبر ؟
وكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضــت ارواحهـــا ليله القــدر ؟
وكم صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهــــر ؟
إن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق:19]
فمن يجادل في الموت وسكرته؟!
ومن يخاصم في القبر وضمتــه؟!
ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟! (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )[الأعراف:34].
فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!
ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى؟!
ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران:185]، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )(26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن:26،27]، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص:88].
أين استعدادك للموت وسكرته؟
أين استعدادك للقبــر وضمتـــه؟
أين استعدادك للمنكــر والنكيـر؟
أين استعدادك للقاء العلي القدير؟
وقال سعيد بن جبير: " الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة ".
تزود مــــن التقــوى فإنك لا تدري ..~.. إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر.
فكم من صحيح مات من غير علة ..~.. وكم من سقيم عاش حينا من الدهر.
وكم من صبي يرتجى طول عمره ..~..وقد نسجت أكفانه وهـــو لا يدري