وينقل المهرجان زواره إلى أيام زمن الأجداد، ويعرفهم على ما استخدموه من أدوات ووسائل ساعدتهم في التأقلم والحياة خلال تلك الفترة عاكساً صورة تاريخية بطريقة عصرية دمجت بين عراقة وتراث شعب ومنطقة ونهضة أمة تسلحت بالعلم والمعرفة.
فيجد الزائر كل ما يتعلق بالصقور وتاريخ المنطقة، وكيف كان الناس يعيشون ويتنقلون ويشترون ويبيعون، حيث يلمس الزائر وعبر أركان المهرجان المختلفة وأنشطته كل ما يتعلق بحياة الناس سابقاً في هذه المنطقة؛ بهدف تعزيز جهود صون التراث الثقافي للمملكة، وضمان استدامة أحد أهم ركائزه المتمثلة في تقاليد الصقارة المتأصلة في موروثنا الوطني.
كما يسهم المهرجان في تعزيز دور الفعاليات التراثية في صون الهوية الوطنية وتنمية روح الولاء والانتماء. وتعتبر الصقارة ركيزة مهمة في التراث الثقافي الإنساني.
وقد حرصت اللجنة المنظمة لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور على تجسيد التراث في مختلف تفاصيل أركانه، حيث جاء مخطط القرية التراثية محاكياً مخطط مدينة الرياض في خمسينات القرن الماضي، إذ تتداخل المباني آنذاك بينما تضيق شوارعها في بعض الشوارع وتتسع في الوسط لتكون ساحات واسعة في المدينة.
كما لم يقتصر المهرجان على سباقات العدو بل راعى تعدد اهتمامات هواة الصقارة حيث خصص مسابقة لمزاين الصقور بمختلف فئاتها المشهورة بالمملكة، واختيرت لها لجنة تحكيم من أشهر الصقارين على مستوى المملكة. كما أقام المهرجان مجموعة من الخيام التي تحمل عبق الماضي يرتاح عندها الزوار يستذكرون من خلالها حياة الأجداد في الجزيرة العربية.
وينطلق مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في العاصمة الرياض خلال الفترة من 25 يناير حتى 3 فبراير، ويتوقع أن يحقق المهرجان في نسخته الأولى نجاحاً منقطع النظير على غرار ما تحقق في معرض الصقور الذي أقيم الشهر الماضي بالعاصمة الرياض، ونظمه نادي الصقور السعودي، ويتضمن الحدث إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية المصاحبة للسباقات التي تستهدف الشباب وجميع أفراد العائلة.