الإحجام بدل الإقدام
الإحجام بدل الإقدام
إن التردد والإحجام والتخوف الزائد في الأمور غير محمود، بل يجعل الإنسان دائماً في مؤخرة الركب، فيجب على الإنسان العاقل أن يسعى بعزيمة قوية، وبخطى وثَّابة نحو المستقبل، ونحو معالي الأمور، فكثرة الاحتياطات وكثرة الحسابات الزائدة تضيع الكثير من الفرص التي متى ما استغلت الاستغلال الأمثل، يتحقق بعون الله التغيير من الحسن إلى الأحسن.
قال أبو القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال ♦♦♦ يعش أبد الدهر بين الحفر ولا شك أن الإقدام المقصود هو السعي إلى أعمال النفع والخير المتعدي للناس عموماً، ويدخل في عموم قول الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [1]، وقـوله تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [2].
والإقدام لا يخص الأفراد فقط، بل يشمل المنظمات أيضاً، فالفرد معني بهذه الصفة على مستوى أعماله الفردية، والمنظمة معنية بالإقدام على مستوى المجموعة، فكل يقدم ويسارع في تحقيق أفضل المصالح له ولمجتمعه.
ولا شك أن الإقدام يحتاج إلى عدد من الخطوات المهمة، ومنها:
1- الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه، فهو سبحانه الميسر والمعين والقادر على كل شيء، قـال تعالى: ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [3].
2- البذل والتضحية، فلكل مجتهد نصيب.
3- الصبر على الصعاب والمشاق التي تعترض الإنسان في حياته.
4- التخطيط والدراسة الجيدة للعمل المراد الإقدام عليه؛ لأن العشوائية وعدم التنظيم يضيع بسببها الكثير من الأموال والأوقات والجهود.
5- الاستخارة، فهي مطلب شرعي حض عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
6- استشارة أهل الحكمة والرأي السديد، قال الماوردي: "مِنْ حَقِّ الْعَاقِلِ أَنْ يُضِيفَ إلَى رَأْيِهِ آرَاءَ الْعُقَلَاءِ، وَيَجْمَعَ إلَى عَقْلِهِ عُقُولَ الْحُكَمَاءِ، فَالرَّأْيُ الْفَذُّ رُبَّمَا زَلَّ وَالْعَقْلُ الْفَرْدُ رُبَّمَا ضَلَّ"[4].
hgYp[hl f]g hgYr]hl hgYdphx hgYr]hl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|