مساحات الفقد ..

مساحات , الفقي

مساحات الفقد ..

من الذي ما مست فؤاده جمرة الفقد، أو عاثت رياحه في خيمة أمانيه وأحلامه
لوعة الفقد !!
قطعت أوصال المحبين فأنطقتهم شعرا ونثرا
فتش في عيني وملامح من حولك
لن تحصي عدد الموجوعين من ألم الفقد، ولن تخفى عليك كسرة الفقد ومسكنته
وهل نحن في هذه الحياة إلا فاقد أو مفقود ، متألم أو متألم به

ولو أننا أدركنا حقيقة الأشياء الكثيرة التي نفقدها لربما كنا نحن المفقودين في هذه الحياة

لكننا نتوجع بالدرجة الأولى لأشياء كانت تستهوينا وفقدناها
إننا لا نوزع ألم الفقد بالعدل أو حتى بالتساوي ، ففي حين يأخذ ألم الفقد لشيء واحد مجامع قلوبنا نكون غارقين في بحر من ألوان الفقد الموجع دون أن نشعر

وحين نسمع كلمة الفقد يتبادر للذهن عزيز فارقنا منذ مدة!
عدد الأشياء التي تفقدها، وضع الأشخاص في حسابك على رأسها .. واسترسل

عدد الذين رحلوا عن هذه الدنيا وتركونا
إنه نوع من أنواع الفقد الموجع وهناك من الفقد ما هو أقسى !!

عدد الذين تفقد فيهم حبهم لك، صدقهم وصفاؤهم
عدد الذين تفقد فيهم معان جميلة أحببتها في يوم ما ثم تلاشت !!

نعم إنهم يتغيرون .. يتغيرون إلى درجة أن لا يبقى منهم شيء ..

عدد الذين أصبحوا في حياتك خاوين لا معنى لهم
كتحف اقتنيتها في رحلة من رحلاتك فقبعت في زاوية من زواياك للذكرى فقط

نحن لانفقد الناس بالموت بل نفقدهم في بعض الأحيان أحياءً

مؤلم
أن تبقى مساحات الأحبة في قلبك فارغة وهم يتحركون ويتنفسون ولكنهم ليسوا الذين أحببتهم

هل هذا كل ما هناك ؟!
هل هذا كل ما يمكن أن نفقد ؟!

إن أقسى آلام الفقد حين تكون أنت ( مفقودك )
أن لا تدري في أي متاهات الحياة ومنعطفاتها أضعت نفسك
أن لا تعود قادرًا على أن تجدك

تبحث عن ملامح روحك في طيات الماضي لعلك تركب الصورة
أن تفقد نفسك فلا تعود أنت أنت هذا هو الفقد

أن تفقد وصفًا جميلًا كنت تتصف به هذا نوع فقد
أو خلقًا حسنًا كنت تتميز به فهذا نوع فقد

أن تصبح القيم العالية عندك رخيصة والرخيصة عالية ، تختلط الموازين في عقلك هذا فقد

حين تفقد فكرك النظيف وفطرتك السليمة أو عقيدتك الصافية فيالبشاعة الفقد وقبحه !!

ألم حين تفقد طاقاتك ومواهبك وقدراتك أو بعض عافيتك

الساعة تذهب منك لا تنتفع بها مفقودة
المجلس لا تذكر الله فيه مفقود
المال لا تستعمله في طاعة الله مفقود
العمل لا تخلصه لله مفقود
ورد من القرآن ينقطع فقد
نافلة كنت تواظب عليها ثم تركتها فقد
تسابيح كنت ترددها وأغفلتها فقد
لسان كنت تصونه واليوم تفري به في أعراض الناس فقد
القرآن تحفظه وتنساه فقد وأي فقد
عمرك يرحل وشبابك يضمحل فقد

على أي فقد تتلوع ..؟!
وبأي فقد تغص ..؟!
ولأي مفقود تبكي والمفقود الحقيقي هو ( أنت )
،
،
إن الفقد حين يتصل فقد الدنيا بفقد الآخرة
حين تفقد يوم العرض حسناتك
وتتعثر على الصراط خطواتك
لا تبعثر همك وعزمك على مفقودات ليست ذات قيمة
ولتبك على الفقد حين يكون من نفسك
ومن نصيبك من ربك
ومن حرث آخرتك


يا للفقد المضني حين تفقد الجنة
وأنذرهم يوم الحسرة
قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة
هذا هو الفقد
وعلى هذا الفقد فلتبكِ..
.

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: زوايا عامه

---

lshphj hgtr] >>