شذرات من الحب
|
|
|
|
شذرات من الحب
يُضحِّي بنفسه أو بما يملك من أجل ذلك الحُبِّ، فقد أمسَكتْ قريش زيد بن الدَّثِنَة أسيراً، فطلبت منه أنْ يتمنى أنْ يكون النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، (فقال زيد - رضي الله عنه - مقالته العظيمة:
"والله ما أُحبُّ أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبهُ شوكةٌ تؤذيه وأنّي جالسٌ في أهلي" ،
فقال أبو سفيان:
"ما رأيتُ من النَّاسِ أحَداً يحبُّ أحداً كحُبِّ أصحاب محمدٍ محمداً "،
ثم قُتل - رضي الله عنه - [18] وبذلك قَدَّم زيد بن الدَّثنَة - رضي الله عنه - حياته رخيصة، بعد أنْ أخذت يَدُ السَّياف الظالمة فِعْلَها في رقبته، وانتقل إلى جوار ربه راضياً مستبشـراً قوياً عزيزاً، فخوراً بما فعل، انتقل إلى جوار مَنْ لا تضيعُ عنده التضحيات مهما بَلَغَتْ؛ كبيرها وصغيرها، كثيرها وقليلها،
فقال الشاعر في ذلك) [19]:
أَسَرَتْ قريشٌ مُسلماً في غَزوةٍ ........... فمَضَـى بلا وَجَلٍ إلى السَّيافِ
سَألوهُ هلْ يُرضيكُ أنَّكَ سالمٌ............. وفِدىً لكَ النَّبيُّ مِنَ الإتلافِ
فَأَجابَ: كلا، لا نجوتُ من الرَّدى......... وَيُصابُ أنْفُ مُحمدٍ برُعاف
[18] السيرة النبوية، عبد الملك ابن هشام ، ج4، ص 126، من طريق ابن إسحاق، قال: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة به. وهو مرسلٌ صحيح، و أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1183/ 2999 ) من طريق آخر إلى ابن إسحاق، أما أصل القصة فهو في صحيح البخاري ( 3045 ، 3989 ، 4086 ).
[19] شذرات من الحب والفداء، عبد الستار المرسومي، ص75-76. بتصـرف
|
|
|
|
|
a`vhj lk hgpf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|