الإنســــان المصنـــــــــوع .
. علمتنا التجارب أن لا نرتجي الخير كثيراً في جديد التباشير والمستقبل .. وخاصة إذا كان ذلك الجديد هو الإنسان .. فالجديد قد أصبح مطابقاً لشروط ومواصفات أهل المصانع .. مخلوق مسلوب الإرادة ومقصوف الأجنحة .. يأتي مصنعاً ومرادفا ومطابقاً لمخططات المبتكر الصانع .. يلتزم ويتكامل كلياً مع شروط الديباجة المرفقة مع المنتج لزوم الاستخدام .. لا يقبل الزيادة أو النقصان في المعطيات !.. ويستحيل معه إجراء الإصلاحات أو التعديلات .. ثم ذلك التحدي إما القبول بالواقع المرير المفروض جدلاً .. وإما ذلك الرفض المطلق الذي يعني العداء الشديد والمناكفات !.. وتلك شائبة تؤكد النوايا الخبيثة في صنع الإنسان بالخارج .. حيث الشائبة التي تمنع كل أشكال وألوان المرونة في الأخذ والعطاء .. وقد يكون المنتج الجديد مقروناً بنعوت وأسماء الإغراء .. فيقال مثلاً أن ذاك القادم الجديد هو : ( الشن المطلوب الذي يوافق الأطباق والأذواق ! ) .. أو يقال مثلاً أن ذلك القادم الجديد هو : ( المنقذ المنتظر الذي يماثل في الأذهان المهدي المنتظر ! ) .. أو يقال مثلاً أن ذلك القادم الجديد هو : ( ذلك البطل المغوار المخلص للعالم من حالات الفاقة والفقر ! ) .. أو يقال مثلاً أن ذلك القادم الجديد هو : ( فارس الأحلام الذي ينتظره الجميع بفارق الصبر ! ) .. ولكن عند الجد والمحك تتجلى الحقيقة القاسية المريرة التي تؤكد أن الصنعة برمتها تايوانية التقليد وتجارية الفبركة !.. وهي صنعة تخلو كلياً من الأصالة التي تعني الأمجاد والتاريخ .. والتجارب قد علمتنا أيضاً بأن القادمين من أحضان الغير لم يكونوا يوماً سنداً وخيراً ودعماً للشرق وأهل الشرق .. فهؤلاء يمثلون ثماراً مستوردة من بساتين الشر والشرور .. حيث تلك الفئة من البشر التي تنتمي للشرق اسماً وتخالفه أخلاقاً وجوهراً .. يمثلون المعاول التي تهد وتهدم الأصالة والتاريخ والأمجاد .. ولا يملكون مثقال ذرة من الولاء والإخلاص الذي يتفاخر بأرض الأنبياء .. كما لا يملكون مثقال ذرة من النخوة والغيرة التي تذرف دموع الأسى على مهدرات العزة والكرامة .. وأكثر النعوت التي تصدق في هؤلاء هو نعت الإنسان الآلي ( الروبوت ) .. ذلك المنتج الذي لا يملك الإحساس والشعور .. والسمة المعهودة في هؤلاء هي عدم الغيرة والنخوة على إرث الأمجاد .. ومن العجيب والمحير أن الصانع المبتكر لذلك الإنسان الآلي يضمر الهلاك للمنتج نفسه ذاتياً .. حيث ذلك المنتج الذي يحتوي عدة التفجير في طيه .. ولا بد من تلك النهاية المهلكة في يوم من الأيام .. وهو قد يعلم وقد لا يعلم أن كفنه ضمن أغراض التصنيع !.. والهدف الأساسي من تأهيله للمهمة هو تنفيذ مخطط ضروري وخبيث ............. الناس في الآونة الأخيرة بدءوا يتساءلون عن جديد الفكرة .. حيث أن صناعة المواد بالقدر الذي يتفق مع الأمزجة وضروريات الحياة كانت مألوفة ومقبولة وسائدة منذ أقدم العصور .. أما صناعة الإنسان بالقدر الذي يوجد هيكلاً فارغا من المحتويات فذلك يدخل ضمن عجائب الدنيا في العصر الحديث .. فكيف يقبل العقل فرية الإنسان المبتكر ؟.. غسل للأدمغة والأذهان بالقدر الذي يمحي التاريخ ويمحي الأمجاد ويمحي العزة والكرامة !.. ثم نسخ للأدمغة والأذهان بالقدر الذي يواكب مناسك الشيطان !!. تبديل وتعديل في أساسيات المثل والأخلاقيات والمفاهيم .. وإنكار لكل المواقف النبيلة البطولية الموروثة عن الأجداد والماضي .. ثم تلك الخطوات الخسيسة والدنيئة التي تجتهد في محو حقائق التاريخ والأمجاد والسيرة العطرة .. لتكون البديل هو سيرة وأمجاد الميكي ماوس والرجل العنكبوت والمقنع الذي لا يقهر !!. لقد هانت هاماتنا حين هانت مواقف الإنسان الشرقي المصنوع في مصانع الغرب .. فهل لنا أن نقف وقفة قصيرة لنراجع أنفسنا ونسأل الذات هل أحوالنا الحالية تشرفنا وتشرف ماضينا العريق ؟؟