10-28-2018, 08:48 PM
|
|
|
|
|
لو تكاشفتم ما تدافنتم
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت أثرًا ذات مرة جاء فيه: "لو تكاشفتم ما تدافنتم"؛
بمعنى أن الناس لو اطّلعوا على خبيئات الآخرين تجاههم
لكان هذا الأمر سببًا في عدم دفنِهم بعضَهم،
فهذا يبشّ في وجه أخيه كاذبًا، وثانٍ يتبع صديقَه لمالِه وجاهِه،
وثالثٌ لا تعدو علاقته بأبيه كونها تواصلَ مدير مع مأمور،
ورابعة تضحك لزوجها إذا أقبل عليها وتلعنه إذا أدبر عنها،
تربطهم المصالح ويفصلهم تصرّمُها، "قلوبٌ في سواد، ووداد في ارتداد،
ووجوه باسمة وأيدٍ ناعمة..
تناقض بلا حدود، وتضارب يهوى الركود".
وقد حاولتُ ذات مرة أن أرتقي أعلى قمّة
وأصل إلى الذروة في النظر إلى هذا الأمر تحديدًا،
فإذا سبب معظم المشاكل في العلاقات البينيّة هو عدم الوضوح والصراحة،
والخجل المذموم الذي يؤخر الركب ولا يسير بهم إلى مرادهم،
وهاك في ذلك معالمَ وضوابطَ وتوضيحاتٍ:
- إن بعض الناس لا يجيد المواجهة المباشرة هكذا رأسًا برأس،
وهو ليس معذورًا تمامًا في ذا؛
إذ هناك من عشرات البدائل ما تسعفه أن يكون ذا حال أحسن،
فدونه الرسائل المكتوبة أو الجوالية أو الإيميلية،
بل وإرسال من ينوب عنه ليتحدث عن ما يريد،
المهم أن يكسر الحاجز السكوتي الذي يجعله غيرَ مفهوم من غيره
لا سيما العائلة والأصدقاء.
- إنها لمشكلة جسيمة عظيمة أن بعض الناس يظنون
أن علينا أن نراعيَ ما لا نفهمه من طبيعتهم التي يبطنون أكثرها ويخفون غالبها،
وإنه لمصاب جارِح عندما نعلم أنهم يظلّون "يخزّنون"
ويجمعون في لاشعورهم من المواقف السيئة أو حتى الملتبسة لأصدقائهم وغيرهم،
حتى يصل بالونها إلى نقطة الانفجار الحتميّ،
وقد كانوا قبل هذا في سعة، وقادرين أن يعالجوا كل مسألة في إطارها،
فلا يصيبهم همٌّ وغمٌّ وحسرة، ولا تنقطع حبال تواصلهم وعلاقاتهم مع الناس.
- إن الوضوح مهارة لا تحتاج أكثر من اجتياز العقبة، وتجويد الممارسة،
وتقديم أنفسنا للآخرين على أن هذا مما نحبه ويروق لنا،
وهذا ما يزعجنا ولا يطيب لنا أن يذكر في حضرتنا.
إن هذا يصنعه المتزوجون في فترة خِطبتهم؛
لأنهم يعلمون أنهم سينتقلون إلى بيت إذا لم يبنَ أساسُه الأولُ
على الصراحة والشفافية
كان ذلك دليلا مباشرًا وهاديًا وسيطًا للشكّ والارتياب والنظرة الخاطئة المتبادلة.
- إن أول حجّة يتعلق بها أولئك النفر الذين يسيء إليهم بعض من لا يحسنون الوضوح،
أنهم يقولون:
لو كانوا معنا صريحين؟
لو أوضحوا لنا موقفهم من البداية؟
لو لم يتركوا لنا مجالا للتحليل الذاتي؟ لو ولو لو ؟؟؟
وهي حجّة يتحمل وزرَها من لم يرضَ أن يكون على طبيعته وسجيّته.
إن بعضهم يظل كتومًا، قابضًا على يديه، مقطبًا جبينه،
وليس من مسامة موجودة في جسمه إلا ويغلقها،
ولا أريد أن يُفهم أننا ندعو إلى الانفتاح اللامحدود
بل هو وِصالٌ هونيٌّ بينَ بينَ، طرفا نقيضِه ضلالٌ وانحرافٌ.
والآن أرجو أن تمسك ورقةً وقلمًا، وتسأل نفسك:
هل أنت واضح مع نفسك وغيرك؟
وهل أنت مستعدٌ للتغيير للأحسن؟
اكتب ملاحظاتك الناقدة لشخصيتك،
ولتبدأ أولى خطوات تعلم الصراحة بصنعها مع ذاتك،
ثم تنقل بين أفنان الحياة غازلا على ذات المنوال.
تحيااااتي لكم
g, j;hatjl lh j]htkjl
..سمتني "خلهاا" وتركتني..
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الخل الوفي على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:22 PM
|