10-15-2018, 07:21 AM
|
|
|
|
|
جاهد هواك
جَاهِدْ هَوَاك
قال ابن الجوزي (ت 597) - رحمه الله تعالى -:
"تأملتُ أمرًا عجيبًا، وأصلاً ظريفًا، وهو انهيال الابتلاء على المؤمن، وعرض صورة اللذَّات عليه مع قدرته على نَيْلها، وخصوصًا ما كان في غير كُلْفة من تحصيله، كمحبوبٍ موافق في خلوة حصينة، فقلت: سبحان الله، ها هنا يَبِينُ أثر الإيمان، لا في صلاة ركعتين.
والله ما صَعِد يوسف - عليه السلام - ولا سَعِد إلا في مثل ذلك المقام، فبالله عليكم يا إخواني، تأمَّلوا حاله لو كان وافق هواه، مَن كان يكون؟
وقيسوا بين تلك الحالة وحالة آدم - عليه السلام - ثم زِنُوا بميزان العقل عُقبَى تلك الخطيئة، وثمرة هذا الصبر، واجعلوا فهم الحال عُدَّة لكم عند كل مشتهى.
إن اللذَّات لَتعرضُ على المؤمن، فمن لقيها في صفِّ حربه وقد تأخر عنه عسكر التدبُّر للعواقب، هُزم.
وكأني أرى الواقع في بعض أشراكها، ولسان الحال يقول له: قِفْ مكانك، أنت وما اخترتَ لنفسك، فغاية أمره الندم والبكاء.
فإن أَمِن إخراجه من تلك الهوَّة، لم يخرج إلا مدهونًا بالخدوش، وكم من شخصٍ زلَّت قدمه، فما ارتفعت بعدها، ومَن تأمل ذلَّ إخوة يوسف - عليهم السلام - يوم قالوا: (تصدَّق علينا)، عرَف شؤم الزلل.
ومَن تدبَّر أحوالهم، قاس ما بينهم وبين أخيهم من الفروق، وإن كانت توبتُهم قُبِلت؛ لأنه ليس مَن رقَع وخاط، كمَن ثوبه صحيح، ورُبَّ عظمٍ هِيضَ لم ينجبر، فإن جُبِر فعلى وَهْيٍ.
فتيقَّظوا إخواني لعرضِ المشتبهات على النفوس، واستوثقوا من لَجْم الخيل، وانتبهوا للغيم، إذا تراكم بالصعود إلى تلعة، فربمَّا مد الوادي فراح بالرَّكْب".
[hi] i,h; dhid ikh;
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:15 AM
|