لو أن كل شخص عبّر عن كل كلمة تخطر بباله مباشرة لاعتُبر ذلك جنونا أو مدعاة للنقص عند البعض لهذا العقل يحرص ان يمارس رقابة صارمة على كل كلمة او تصرف تقوم به قدر الامكان بحيث يبدو للعقل دوما ان ما يصدر عنه هو الاصح والاحق.. وينفي بدوره كلام القلب متعللا انه صوت يجب كتمه فهو يؤدي إما ل طرقٍ لا قِبل لنا بها .. او انه سينتقص من الكرامة والكبرياء وينزع الهيبة والوقار غير ان تناقضات وفوضى العقل كثيرة مقارنة بتناقضات القلب فالقلب لا يناقض ذاته ولا يسلم نفسه لادوات النفس المبتذلة كالكرامة والوقار وما يصح ومالا يصح.. وغيرها.. فهو صوت حرّ يؤمن بالمعجزات ويؤمن بذاته لا يخيّرها ولا يناقضها هو صوت يسلّم مباشرة بما يرتاح له متصالح مع نفسه بسيط وواضح حتى انه يهيأ لك لو ان احدهم دخل لقلبك فجأةً سيجد الراحة والامان سيجد البساطة والدفىء والحب والسلام والتصالح بينما لو دخل أحدهم لوحده إلى عقلك - دون ان تصاحبه وتشرح له كل تفصيلة - فإما أنه لن يفهم شيئا على الإطلاق أو أنه سيُجَنّ كي تعاقب قلبك سلط عليه "عقلك" وكي تريح عقلك إبسط له "قلبك" تمضي حياتنا ونحن نحاول التوفيق بين الاثنين في اكثر منعرجات حياتنا حِدّة وغالبا ما تقمع قرارات القلب إما في سبيل الوصول لمبدأ سامي يحررنا من تأنيب الضمير أو مهابة حصد نتائج غير متوقعة ، وإما في سبيل الوصول لارضية مشتركة تضع فيها النفس والعقل والاخلاق أدواتها عليها ويكتفوا بأن يتواجد القلب بصورة رمزية فتجده في المواقف المصيرية موجود فقط بينك وبين ذاتك وبين ماهو متفق عليه.. مختفي ومتخفي امام جبروت عقلك ومجتمعك ومبادئك واخلاقك هذا الصراع الابدي بين القلب والعقل ، بين الممكن والمستحيل بين الأهم والمهم ، بين المشروع واللامشروع .. بين ضرورة كوننا مسلمين نخضع لقوانين وعقوبات الخالق عند التمادي وبين انسيابية القلب وتطرف المشاعر وحقنا في ان يمارس القلب كامل شرعيته في العيش بسلام بالطريقة التي يراها صحيحة انه القلب المذنب والضحية معا وذاك هو العقل المتجبر والمنجي احيانا كثيرة والنقاش في هذا الامر من أضعف أدوات الإقناع... التجارب أوقع وأبلغ..