كشفت أسرة الطفل "منصور"، ضحية بتر الكف في مستشفى أبو عريش العام بعد ولادته، أنها تقدمت بشكل رسمي بملف القضية إلى ديوان المظالم استعدادًا لمقاضاة الصحة في القضية التي تناولت "سبق" أحداثها، ودارت فصولها قبل عام بسبب حقنة، وُضعت في الوريد بشكل خاطئ.
وفي التفاصيل، تستند أسرة "منصور" - بحسب ما ذكرت في دعواها المرفوعة في المظالم - إلى تقرير يدين الكادر الطبي بمخالفة نظام مزاولة المهن الصحية الصادر من صحة جازان نفسها، ويتناقض مع التقرير الذي قُدّم للهيئة الطبية الشرعية، الذي رُدّت إثره الدعوى، ولم يُصنف ما حصل ضمن الأخطاء الطبية.
وبيَّنت المتابعة الفنية بصحة جازان - بحسب التقرير الذي يدين الطاقم (تحتفظ "سبق" بنسخة منه) - أنه بعد دراسة ملف الشكوى اتضح وجود تقصير من قِبل الفريق المعالج للطفل، يتمثل في عدم متابعة حالة الذراع بصفة دورية خلال فترة تنويمه؛ وبذلك يكون قد خالف الطاقم نظام مزاولة المهن الصحية في مادته التاسعة التي تنص على أنه يجب أن يستهدف العمل الطبي دائمًا مصلحة المريض.
ورأت المتابعة أن الكادر المعالج خالف المادة الخامسة عشرة من النظام نفسه التي تنص على أنه يجب على الممارس الصحي أن يجري التشخيص بالعناية اللازمة مستعينًا بالوسائل الملائمة، وبمن تستدعي ظروف الحالة الاستفادة منهم من الاختصاصيين والمساعدين، بجانب مخالفة المادة السادسة والعشرين التي تنص على أن التزام الممارس الصحي الخاضع لهذا النظام هو التزام بذل وعناية ويقظة، ويتفق مع الأصول العلمية المتعارف عليها.
وأضاف التقرير بأن الكادر خالف المادة الـ27 التي تنص على أن كل خطأ مهني صحي صدر من الممارس، وترتب عليه ضرر للمريض، يُلزم من ارتكبه بالتعويض.
وفي المقابل، ردت الهيئة الصحية الشرعية بجازان الدعوى مشيرة إلى أنه لا يدخل ضمن الأخطاء الطبية؛ وذلك بناء على تقرير من الرأي الطبي الذي أكد أن ما حصل للطفل عبارة عن خثرة دموية شريانية نتيجة لإدخال القسطرة الوريدية في الساعد؛ وبالتالي موت الطرف. وأكدت أن هذا يعد في المفهوم الطبي اختلاط مضاعفات نتيجة تخريش جدار الشريان الذي لا يمكن تجنبه بسبب صغر وزن الطفل، مع منح والد الطفل حق رفع دعوى في ديوان المظالم.
يُذكر أن قضية الطفل "منصور" تعود تفاصيلها إلى ما قبل نحو العام، وذلك عندما ظهرت بقعة سوداء من الدم المتجلط في كف يده بسبب إبرة وُضعت له بالخطأ في مستشفى أبو عريش العام؛ فتسببت في بتر كفه بعد نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة في عسير.