08-15-2018, 01:56 AM
|
|
|
|
التبكير إلى الصلوات
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلاَ مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد:
فالمساجد هي بيوت الله في أرضه، يأوي إليها عباده ليلاً ونهارًا للصلاة فيها والذكر، فالأصل أن من بداخلها ليس له مَطمَع أو حظ من حظوظ الدنيا، إنما إرادة الله والدار الآخرة؛ فلِذا كانت أحب الأماكن إلى الله، وأضيفت إليه إضافة تشريف لبيان عِظَم قدرها، فتعظم الدار وتتأكد حرمتها بعظمة صاحبها، ولما كانت الأسواق - أماكن البيع والشراء - مظنةَ المخالفات الشرعية، فيعصى الله فيها - أصبَحَت مُبغَضة مِن الله؛ فعَن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحَب البلادِ إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))؛ رواه مسلم (671).
عبادَ الله:
من علامات توفيق الله لعبده ومحبته له أن يحبِّب له ما يحبُّه ويَرضاه، فيحبِّب له المساجد، فيألفها ويرتاح بالبقاء بها.
ومما يُغبَط عليه البعض من كبار السن الجلوس في المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن ذلك: إذا صلى أحدهم المغرب، بقي في المسجد حتى يصلي العشاء، قد فرغ نفسه في هذا الوقت، وعرف زواره أنه لا يوجد في هذا الوقت، قد حصل على خيري الدنيا والآخرة، فارتاح في هذا الوقت مما يحصل من ضجة الصِّغار وكثرة لعبهم وأرضى ربه، وحصل على الأجر الكبير، وكذلك ممن يغبط طلاب العلم الذين يتعلمون العلم ويعلمونه بين الصلوات، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أسأل الله أن يزيد المطيع هداية وتوفيقًا، ويهدي الجميع لفضائل الأعمال؛ فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟)) قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))؛ رواه مسلم (251).
فأجر الرباط يحصل لمنتظِر الصلاة، ولو لم يكن مشغولاً بنَفْل طاعة من صلاةٍ وقراءة قرآن وذكر وغير ذلك من القُرَب، فجُلُوسه ينتظر الصلاة الآتية - في حدِّ ذاته - عبادةٌ يؤجَر عليها.
وكل من جلس ينتظر الصلاة، سواءٌ صلَّى الفرض وجلس ينتظر الفرض الآخر أم بكَّر للمسجد - فله أجر المصلي الراكع الساجد، وهو جالس ينتظر إقامة الصلاة؛ فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الملائكة تصلي على أحدكم، ما دام في مُصلاَّه، ما لم يُحدِث: اللَّهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنَعه أن ينقلِب إلى أهله إلا الصلاة))؛ رواه البخاري (659)، ومسلم (649).
فذلك فضل عظيم، ينبغي للحريص على الفوز بالنعيم المقيم والدرجات العلى أن ينافس عليه، وأن لا يفرط فيه، ويغتنم وقت القدرة والفراغ؛ فقد يحال بينه وبين ما يشتهي، ويتمنَّى العمل فلا يقدر عليه:
أحْسِنْ إذَا كَانَ إمْكَانٌ وَمَقْدِرَةٌ ♦♦♦ فَلا يَدُومُ عَلِى الإنْسَانِ إمْكَانُ
ومن علامات محبة الله لعبده توفيقه للخير، ومن ذلك التبكير إلى الصلوات، فتجد الرجل الحازم يبكِّر للصلاة يستعد لها قبل حضور وقتها، وربما حضر قبل الآذان؛ ففي التبكير خير كثير مَن حُرِمَه حُرِمَ خيرًا كثيرًا؛ كيف لا يكون محرومًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوًا))؛ رواه البخاري (615) ومسلم (437).
hgjf;dv Ygn hgwg,hj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ ضوء القمر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:40 PM
|