وفي زمننا المعاصر سجَّل التاريخ قصة أحد الأثرياء الأمريكيين، عندما كان صبيًّا في السادسة من عمره أخذته أمه معها إلى أحد متاجر الحلوى، وطلب الصبي من أمه قليلاً من الفستق، فقال له صاحب المتجر: "خذ ما تشاء، هيا املأ يدك من الصندوق". فرفض الصبي رفضًا باتًّا رغم إلحاح الرجل، وإلحاح أمه عليه، فلم يسع الرجل إلا أن يملأ يده من الفستق ويضعه في جيب الصبي، وبعدما خرج سألته أمه: «لماذا لم تأخذ بنفسك؟!»، فقال لها: «لأن يد البائع أكبر من يدي؛ لهذا سوف يكون الفستق أكثر». وذكاؤه الفطري هذا هو الذي أهَّله فيما بعد لأن يصبح مليونيرًا، ولكنه - مع الأسف - استغل ذكاءه وفطرته في الطمع، ومرت الأعوام، وكبر الطفل، وأصبح بالفعل مليونيرًا، يُشار إليه بالبنان من ضخامة الصفقات التجارية التي يحصل عليها.. ولكن في النهاية (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع)، وخصوصًا إذا كان ذلك الطيران مشبوهًا، ويعتمد على أن (الغاية تبرر الوسيلة)، مهما كانت تلك الوسيلة.. وغاص التاجر الجشع إلى أخمص قدميه من شدة الطمع، وتكالبت الدنيا عليه، إلى أن أصبح ذلك المليونير ملاحَقًا من البنوك؛ ولا يستطيع الخروج من بلاده بعد أصبح ملاحَقًا من (الإنتربول) أيضًا.