ارث الرسول
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا يَقْسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ» (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّ الْعَبَّاسَ، وَعَلِيًّا، جَاءَا إِلَى عُمَرَ يَخْتَصِمَانِ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَنْتَ كَذَا، أَنْتَ كَذَا، فَقَالَ عُمَرُ، لِطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدٍ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَسَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «كُلُّ مَالِ نَبِيٍّ صَدَقَةٌ، إِلا مَا أَطْعَمَهُ، إِنَّا لا نُورَثُ؟» (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
وجميع الأحاديث تظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه لا يُورث وكذا الأنبياء، فأي شيء تركه بعد نفقة زوجاته ومؤنة عامله فهو صدقة، والمتتبع لشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد أنه صلوات ربي عليه كان يتصدق بكل ما عنده، حتى أنه كانت تمر عليه الأيام والليال والشهور دون أن يوقد في بيته نار، ولا يسد جوعه إلا الأسودان (الماء والتمر)، فقد أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق، ولذا كان ميراثه لأهله والبشرية جمعاء كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، .
فلينظر كلٌ منا إلى ما يُورث بعده إن خيرًا فخير.. وإن شرًا فشر، ولينظر كل حاكم ولي من أمور المسلمين شيء إلى سيرته وفعاله حال حياته، وماذا سيترك بعد مماته.. فالكل ميت لا محالة ونرد إلى عالم الغيب والشهادة.
hve hgvs,g
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|