06-21-2018, 09:47 PM
|
|
|
|
|
عثرات على الدرب
عثرات على الدرب سائرٌ في طريقه مع صُحبته يقود المسير، حاملاً في يده بذوراً ليغرسها في صحراء قاحلة.
تحركه همةٌ مشتعلة وقلبٌ يقظ، وصحبةٌ تربتُ على كتفيه، وتشد من أزره.
وبينما هو ماضٍ في دربه، فجأةً انزلقت قدماه في حفرة قد غطتها الحشائش.
كان سقوطاً مفاجئًا وسريعاً حتى أن صحبته لم يلحظوا، وظنوا أنه قد سبقهم لغرس بذوره.
أما هو فقد كان في حفرته يعاني، وقد أصيبت قدمه إصابةً بالغة لم يقوَ معها على النهوض.
يتألم بشده، ويتأوه بصوت مبحوح لا يصل صداه إلى خارج الحفرة التي لا تزال مغطاةً.
فلا أحد يراه أو يسمع صوت أنَّاته..
وبينما هو على تلك الحال يعاني من آلامه ووحشته، شعر بلمسة ناعمة تحتضن موضع ألمه وتلتف حوله رويداً رويداً.
شعر بشيء من الأمن يلامس قلبه ويُذهب حر خوفه، فتولدت بقلبه مشاعر حب وامتنان نحو صاحب تلك اللمسات الحانية رغم أنه لا يراه، ولم يتعرف بعد على كينونته.
أخذت آلام قدمه تذهب رويداً رويداً، لكنه لا زال يعاني وحشة وغربة في تلك الحفرة الموحشة، ولا يؤنس وحشته ويضمد جراحه إلا صاحب تلك اللمسات الناعمة؛ فيمنحه شيئًا من الدفء والأمن.
وهناك بالخارج في الرحاب الواسعة صحبة تنتظر، وتفتقد القائد والدليل.
يسمع أصواتاً تهتف به وتحثه أن يعود، فيرد بصوت خافت ضعيف: أنا هنا انطلقوا وواصلوا المسير، وأنا لاحقٌ بكم لا محالة.
لكنه أدرك بعد حينٍ أن إصابته لن تساعده على النهوض واللحاق بهم سريعاً فأخذ يهتف بأقربهم إليه ودًّا ورحماً:
أخي الحبيب لقد سقطت.. ألاَ مِن مُعين؟
تتبَّع أخوه صوته المكلوم حتى عثر عليه، وأزال عن حفرته الحشائش؛ فتسلل إليها شيء من الضوء والهواء النقي.
صاح به أخوه: انهض واصعد إلينا.
رد قائلاً: أنا أريد ذلك حقًّا، وأشتاق إليكم، وأتطلع إلى مواصلة دربي، وغرس بذوري ولكن لي هنا صديق وفي، ضمد جراحي، وآنس وحشتي، فكيف لي أن أتركه وأرحل؟!
وهنا انتبه أخوه إلى ما يلتف حول قدمه، لقد كان ثعباناً ضخماً أحكمَ الالتفاف حول قدمه حتى تمكن منه.
هتف أخوه متعجباً: أين يا أخي الصديق؟!
إنه عدو لئيم!
أخرج سلاحك سريعاً وتخلص منه، فما ذاك بصديق.
نظر الجريح إليه ودموع عينيه تسيل وردّد قلبه بحزن:
أأقتل من كان أنيسي في وحشتي؟!
أأقتله أم أتركه حتى يقضي علي؟
حارت نفسه فلم يجد ملجأً أو ملاذاً إلا إلى الله..
فتضرع إليه في ذلة وانكسار:
"إلهي خالقي، أجرني فلا ملجأ لي إلا إليك"..
فإذا به قد تحرر من قيود تكبله عن المضي في الطريق، وعدوٍّ خدعه حين ارتدى ثوب الصديق.
مضى العدو بعيداً، وألقى إليه إخوته بحبل فخرج، فإذا به يرى روحه تعود إليه من جديد، فينهض من كبوته و يمضي لغراس بذره.
وإذا بها بعد حين تحمل زهراً، وتكسو الصحاري ربيعاً، وتفوح بها عبقاً وتملأ هواءها أريجاً.
وها هو يشيد وصَحبُه صروحاً تنشر العلم بين الورى نوراً، وتغرس في الأفئدة يقيناً فتغدو الصحاري جناناً يتنسم أهلُها شذاها وينعمون بها دهراً.
uevhj ugn hg]vf hgpve ufvhj
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:19 PM
|