في شأن الغارمين وسجنهم، يطالب الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي بالبحث عن عقوبات بديلة مناسبة عن (السجن) في قضايا الديون، دون المساس بحقوق الدائنين، كما يدعو إلى إنشاء (جمعية الغارمين)، تهتم بأوضاعهم، ومساعدتهم ماليًا واجتماعيًا، وفق شروط تضمن دعم "المُجْبَرِيْن على الدَّيْن، وليس المتساهلين فيه".
جهود الجمعيات
وفي مقاله " هل من بديل عن سجن المديونيرات؟! " بصحيفة " المدينة"، يقول الجميلي "خلال شهر رمضان المبارك، وتحديدًا قُبيل العِيْد، تنشط الجمعيات الخيرية المهتمة بالسجناء وذويهم في البحث عن المتبرعين والداعمين؛ لإطلاق أكبر عدد من (السّجناء الغارمين)، الذين تَمّ توقيفهم بسبب الدّيُون؛ فشكرًا جدًا لتلك الجمعيات ومنسوبوها على جهودهم المخلصة والمباركة، وشكرًا أبدًا لكل مَن ساهم ويساهم في دعمها".
عِلاج وقْتي
ويعلق الجميلي على هذه الجهود قائلا " لكن أُجزم أنّ محاولة السَداد عن ساكني السجون من (المَدْيُونِيْرَات)، مجرد عِلاج وقْتي؛ لأزمة مزمنة يُعاني منها مجتمعنا، لا أملك إحصائيات دقيقة عنها؛ لكني أعتقد أن طائفة كبيرة من الموقوفين في السجون هم من الذين وقعوا فريسة لـ(الدّيون)، ولعل إعلانات التنفيذ التي تستحوذ غالبًا على عشرات الصفحات من إعلامنا المقروء يوميًا، خير شاهد على تلك الأزمة".
الغارمون نوعان
ويرصد الجميلي نوعين من الغارمين ويقول "إذا كان هناك طائفة محدودة من (المَدْيُونِيْرَات) قد أوقعها الطّيْش وسوء التصرف، والبحث عن الكماليات؛ في المَدْيُونِيّات، فإن هناك الذين اُضْطرّوا للاقتراض إما للعلاج أو الزواج، أو لدفع إيجار المسكن، أو تأمين ضروريات الحياة؛ وشيئًا فشيئًا تراكمت عليها الدّيون؛ فكان العجز الكُلّي عن السداد؛ وبالتالي لابد من دراسة علمية واقعية شَفَّافَة ترصد بمصداقية أسباب شيوع ظاهرة الاستدانة في المجتمع؛ على أن يتبع ذلك برامج فاعلة مبتكرة تساهم في الحلول الجذرية للقضاء على تلك الظاهرة أو الحَدّ منها".
عقوبة بديلة
ويرى الجميلي أن "(سجن المدين) نار قاسية لا يكتوي وحده بها، بل يمتد سعيرها إلى أسرته التي تفقد ربها القائم - بعد الله تعالى- على شؤونها، ولذا أرى أهمية البحث عن عقوبات بديلة مناسبة عن (السجن) في قضايا الديون، دون المساس طبعا بحتمية عودة الحقوق لأصحابها".
جمعية الغارمين
وينهي الجميلي قائلا " هذه دعوة مكرورة لإنشاء (جمعية الغارمين)؛ التي تهتم بأوضاعهم، والعمل على مساعدتهم ماليًا واجتماعيًا، وفق شروط تضمن دعم المُجْبَرِيْن على الدَّيْن، وليس المتساهلين فيه، وكذا تقديم الدراسات العلمية والميدانية لأزمة (القروض) التي تضرب بعض فئات المجتمع على أن يُساندها ويدعم ميزانيتها أوقاف ومشروعات استثمارية؛ فلعلَّ تلك الجمعية تنطلق قريبًا من مدينة الإنسانية، المدينة الفاضلة (طيبة الطيبة)".