الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب
نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف... بن مازن بن النجار الأنصارية وكنيتهـا أمُّ عمارة، كانت هـي وأختها في بيعـة العقبةالثانية وبايعتا الرسول–صلى الله عليه وسلم -، وقد حضر معها زوجها زيد بن عاصم وابنهاحبيب...
غزوة أحد
خرجت نسيبة يوم أحد ومعها سقاء وفيه ماء، فانتهت إلىرسول الله -- وهو في أصحابه، والدولة والربح للمسلمين، فلمّاانهزم المسلمون انحازت إلى الرسول– صلى الله عليه وسلم -، فكانتتباشر القتال وتذود عنهم بالسيف، وترمي عن القوس حتى جُرِحَت على عاتقها جُرحاًأجوفاً له غَوْر، أصابها به ابن قُميئة...
وقد قال الرسول–صلى الله عليه وسلم -: (لمقامُ نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقام فلانٍوفلان . وكان يراها تقاتل أشدَّ القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتىجُرِحَت، وقد قالت للرسول --: ادْعُ الله أن نرافقكبالجنة؟. فقال: (اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة)... فقالت: (ما أبالي ماأصابني من الدنيا(. وقد جُرِحَ يوم أحد ابنها عبد الله في عَضُده اليسرى،ضربه رجل ورحل عنه، وجعل الدم لا يرقأ، فقال الرسول --: (اعْصِبْ جُرْحَك.. فأقبلت أمه نسيبة ومعها عصائب قد أعدّتها للجراح، فربطتجُرْحَه، والنبي–صلى الله عليه وسلم - واقف ينظر إليه، ثم قالت: (انهضْ بنيّ فضارِبالقومَ )
فجعل النبي–صلى الله عليه وسلم - يقول: (ومَنْ يُطيقُ ما تُطيقينَيا أمَّ عمارة؟!)... وأقبلَ الرجلُ الذي ضرب ابنها فقال رسول الله(هذا ضارب ابنك)... فاعترضته وضربت ساقه فبرَكَ،فابتسم الرسول -- حتى رأت نواجذه وقال: (اسْتَقَدْتِ يا أمَّعمارة)... وعندما أتوا على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحمدُ لله الذي ظفّركِ وأقرّ عينك من عدوّك، وأراك ثأرَكِ بعينِك
ولمّاانكشف الناس عن رسول الله -- بقيت السيدة نسيبة وزوجها وابناهابين يديه يذُبّوا عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآها الرسـول الكريـم ولا ترسَمعها فرأى رجـلاً مُوليّاً معه ترس، فقال له ألقِ تُرْسَـكَ إلى مَنْ يُقاتِل. فألقى تُرْسَـه، فأخذته نسيبة وتروي ذلك قائلة فجعلت أتترَس به عن رسول الله–صلى الله عليه وسلم -، وإنّما فعلَ بنا الأفاعيلَ أصحابُ الخيل، لو كانوارجّالةً مثلنا أصبناهم إنْ شاء الله، فيُقبل رجلٌ على فرسٍ فضربني، وتترّسْتُ لهفلم يصنع سيفه شيئاً، وولّى، وأضرب عُرْقوب فرسِهِ، فوقع على ظهره، فجعل النبي–صلى الله عليه وسلم- يصيح: (يا ابن أم عمارة أمَّكَ أمَّكَ!)... فعاوننيعليه حتى أزْوَرْتُهُ شَعُوب0ثم نادى منادي الرسول -- إلىحمراء الأسد لملاحقة قريش، فشدّت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، ولمّا رجعرسول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- أرسل إليها عبد اللـه بن كعب المازنيّ يسأل عنها،فرجع إليه يخبره بسلامتها، فسُرَّ الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بذلك...
مقتل حبيب
رأى الرسول–صلى الله عليه وسلم - أن يبعث لمسيلمة الكذاب رسالة ينهاه فيها عن حماقاته، وحمل حبيب بن زيد الرسالة، وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا، فجمع مسيلمة قومه، وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه، فقال مسيلمة لحبيب: (أتشهد أن محمدا رسول الله؟(.
وقال حبيب: (نعم، أشهد أن محمدا رسول الله)... وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة،وعاد يسأل: (وتشهد أني رسول الله وأجاب حبيب في سخرية: (اني لا أسمع شيئا!!)... وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسدحبيب بسن السيف ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة، وبضعة بضعة وعضوا عضوا... والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد إسلامه: (لا اله إلا الله، محمد رسول الله ..
معركة اليمامة والثأر
أقسمت أم البطل نسيبة بنت كعب على الأخذبالثأر لابنها حبيب من مسيلمة الكذاب فشهدت اليمامة مع ابنها عبدالله تحت إمرة خالدبن الوليد وقُتِلَ مسيلمة وقُطِعَت يدها في الحرب، وجُرِحَت اثني عشر جُرْحاً... وقد كان أبو بكر الصديق الخليفة آنذاك يأتيها يسأل عنها... رضي الله عنهاوأرضاها...
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي
hgwphfdm hg[gdgm ksdfm fkj ;uf hgpldlm hgwphfdm ksdfm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|