05-29-2018, 12:30 PM
|
|
|
|
|
نهر الحياة
نهر الحياة
لم يدرك مأساة إنجاب البنات إلا بعد أن تخرَّجت بناته الثلاث: اثنتان من الجامعة، وواحدة من الدبلوم.
كان كل همه طوال حياته أن تحصل كل واحدة منهن على شهادة، سلاح في يدها ضد الزمن!
لكن ها هو الزمن يتحداه، وتصبح الفتيات الثلاث معرضات لرياحه وعواصفه:
البنت الكبرى خُطِبت مرتين، وفُسِخت خطبتها، والوسطى يدور حولها كثير من الشبان دون أن يتقدَّم واحد منهم، أما الصغرى فقد عرَض عليها صاحب العمل الزواج فوق زوجته، والمصيبة أن البنت موافقة على ذلك!
كان متشددًا جدًّا في شروط من يتقدم للزواج من بناته، لكن زوجته راحت تلح عليه قائلةً: • إن الدنيا تغيرت، وعليه أن يقبل بأدنى الشروط.
أصبحت أخبار حوادث الاغتصاب ترجه بعنفٍ، ويتخيل أحيانًا أنها من الممكن أن تقع لإحدى بناته.
فيكاد يفقد عقله.
ظهرت عليه علامات الشيخوخة، فأصبح يفضل الوحدة، ويطيل الصمت.
قال له أحد قدامى أصدقائه: • أخرج الموضوع من دماغك، المسألة قسمة ونصيب.
لم يوافق تمامًا على كلامه، ومن العجيب أن كل واحدة من البنات عندما جاءت له بعروس متوسط الحال، وجد نفسه بدون اختيار مضطرًّا للقبول.
تزوجت البنات الثلاث، وتوالت مواليد الأحفاد حتى صاروا عشرة.
راح يوزع عليهم النقود الجديدة في العيد، بعد انصرافهم، قالت له زوجته: • ألست سعيدًا بهم؟ أجابها: • صحيح، إن الإنسان ليس سوى قطرة واحدة في نهر الحياة!
kiv hgpdhm
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:34 AM
|