تخطيط المدينة
اهتم النبي ﷺ بتخطيط المدينة المنورة، وتوفير الخدمات والمرافق العامة اللازمة لها؛ فحدد النطاق العمراني للمدينة، وخطط الأراضي، وقسَّم الدور، ووضع القوانين والتشريعات اللازمة لتنظيم استملاك الأراضي، ومنع التعدي عليها، كما اهتم بإقامة المباني والمرافق العامة، وحدد مواقع المعسكرات.
حاضرة المدينة
يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة، المهندس حسان طاهر: لم تكن المدينة قبل العصر النبوي مدينة بالمعنى الحالي، بل كانت عبارة عن حاضرة، يغلب عليها الصفة الزراعية، وقد انتعشت التجارة في بعض أجزاء منها من خلال مرور القوافل القادمة شمالاً من العراق والشام وفارس، وجنوبًا من اليمن.
وبيَّن طاهر أن المدينة كانت عبارة عن مجموعات متناثرة من الأكواخ والمنازل البدائية البسيطة، وغير الخاضعة لأي روابط محددة لها سوى الروابط القبلية والاجتماعية، إضافة إلى مجموعة من الحصون والآطام.
تأسيس السوق
ويضيف طاهر: أقام النبي ﷺ المسجد في مركز المدينة؛ فجعله قلبها النابض، وأسس السوق، وحدد النطاق العمراني، كما حدد دورًا للضيافة وأماكن للعلاج، وأخرى لقضاء الحاجة.
تخطيط الأراضي وتقسيم الدور
وبيَّن المهندس طاهر أنه لما قَدِم النبي ﷺ مهاجرًا إلى المدينة أقطع الناس الدور والضياع؛ فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد.. وأقطع الزبير بن العوام بقيعًا واسعًا، وجعل لطلحة موضع داره، ولأبي بكر الصديق موضع داره عند المسجد، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان وخالد بن الوليد والمقداد وغيرهم مواضع دورهم.
وضع القوانين
ويواصل طاهر: لقد اهتم النبي ﷺ باستثمار الأرض وتنميتها؛ فوضع القوانين والتشريعات التي تضمن أفضل السبل لاستثمارها. وإن خير دليل على ذلك منهجه ﷺ في نظام الإقطاع الذي كان يقطعه للمسلمين.
نظافة المدينة
وبيَّن طاهر أن الرسول ﷺ اهتم بنظافة المدينة، وحث عليها؛ فألزم بها الفرد والمجتمع.. والأحاديث في هذا الاهتمام كثيرة. وقد رُوي في الحديث أن رجلاً أتى النبي ﷺ، وطلب منه أن يعلمه شيئًا يُنفع به، فقال له "اعزل الأذى عن طريق المسلمين".
نطاق حرم المدينة
وأفاد المدير التنفيذي لمتحف المدينة المنورة بأن النبي ﷺ حدد حدودًا لحرم المدينة، وخصص مواقع لمعسكرات الجيش. كما حرص النبي ﷺ على إقامة المباني العامة، وكل ما من شأنه خدمة المجتمع الإسلامي؛ فخصص دورًا للخدمات العامة، منها: دور الضيافة والاستقبال، دور العلاج، أماكن قضاء الحاجة، الحمامات، المحافظة على الآثار والأطلال، إقامة الخندق لحماية المدينة.