تنظيم المسجد
.تنظيم المسجد
تتخذ المساجد في عصرنا هذا تنظيما معماريا مغايرا لما كانت عليه المساجد فـي القرون الأولى للمـسلمين ، فشكل المسـجد يـختلف هندسيا عن ذي قبل ، ولم تكن في مساجد الأولين نافورات ، ولا كان حولها حدائق ، ولم يكن بها أدوات كهربية ، ولم تك تفرش بكاملها ، ولا تبلط أرضيتها ، ولا جدرانها بالرخام ، فذلك غير معهود كما هو الآن . وفي هذا المبحث أتعرض لما يتعلق بتهـيئة المسجد وتنظيمـه للمصلين والعاكفين - إن شاء الله - ، ولأن تهيئة المسجد وتنظيمه للمصلين من مكـملات بنائه ليكون جاهزا للانتفاع به . وحديثي مفصلا عن هذا التنظيم في المسائل التالية :
المسألة الأولى : شكل المسجد :
إنما تحدثت عن شكل المسجد هنا ، مع أن الأصل أن أتحدث عنه في البناء ؛ لأن هذا الشكل في عصرنا هذا يتخذ طابعا جماليا تنظيميا .
ولقـد اختلفت المساجد من حيث الشكل الداخلي والخـارجي . فبعض المساجد على هيئة مثلث ، وبعضها على هيئة دائرة ، وبعضها على هيئة قبة ، وبعضها مختلف الأضلاع ومتعددها .
والأفضل أن يكـون جدار القبلة مستقـيما ، فلا يكون متعرجا ، ولا - ص 102 - تكون زاوية المسجد في القبلة, لأن بعض العلماء كره الصلاة في مسجد تختلف فيه الصفوف ولا تتساوى فيه بسبب القبلة هذا من الداخل ، أما من الخارج فلا تأثير لشكله على القبلة ، غير أنه ينبغي أن يتضح محرابه لتعلم جهة القبلة ، وأن يكون جداره الموازي لجهة القبلة مستقيما من الخارج ، وهكذا الجـدار الذي خـلفـه ، ليتمكن الناس من الاعتدال في الصفوف إلى جهة القبلة بغير عوج .
ولقد كانت مساجد المسلمين السابقين واضحة المعالم ، مربعة أو مستطيلة - غالبـا - بسيطة الشكـل ، لا تكلف فـيها . واليوم نرى مساجد لا ندري أهي مساجد أم لا بسبب أشكالها الغريبة .
jk/dl hgls[]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|