إلى متى سيصـبرون...؟؟!!
إلى متى سيصبرون
أحبتك ..
أصدقاء عالمك
أخوتك
كل من له صلة بك
وأنت تختبر صبرهم
تكثر قتلهم من الأعماق
أيها الصبر الحبيب
أرفع لك قبعتي
أحييك هنا بكافة التحايا
اقبل جبينك ولا أبالي فـ قُبلي لك لن تقدم ما قدمته لي
أعلم كثيرا أني اكثرت اختبارك
وأعلم أكثر أنهم أكثروا اختباراتك حتى شككوا في قدرتك على الصمود
وكنت في كل مرة تملك من تمالك النفس ما أذهل أمامه وطرق باب الذهول !!
اصفق لك ولما لا أصفق وقد كنت محط تجارب الكثيرين هنا وهناك
شككت كثيرا في طول نفسك الذي لم ينقطع
واستمر كما عهدتك
اسموك طيبة ..بل سذاجة .. واحيانا ضعف !!!
ظنوا أنك ستبقى رغماً عنك وأنت أنت ..
تلتمس لهم العذر لأنك تدرك تماماً أنك إن رحلت فسيكثرون عليك التأسف
أيها الصبر العزيز
الآن فهمت ..أن تحملك تطاولهم وهم الصحبة والأحبة
إنما لأنك تعلم جلياً إنه بالإمكان أن تفارقهم وحينها
لن تلتف إلى الخلف والوراء لتودعهم
ما أكثر المنتقدين والعاتبين ..وهم يجلهون أن العتب والنقد لابد أن يسبقه اسلوب الحوار الجميل
لماذا احس مع عتبهم أني ذلك الطفل الذي لابد له
أن يصغي مع غلظة الخطاب وشدة العتاب
مع أني لم اقترف ذنباً
ولم اصب كبيرة ..فهل هو نوع من التملك !!!
ألم يدر بخلد من يستبيح حرمتك أيها الصبر
أنه قد يجني نفاذك ..وقد يتسبب في اعلانك التوقف ..
وحينها ..ماذا يكون....!!
مشكلتنا الكبيرة أننا لا ندرك كيف ومتى نعاتب صديقاً مقرباً تفانى في قربه أو أخاً عزيزاً اجتهد في وصاله وعندها يرحل بلا عودة ..
كم في عالمك أنت من رحل عنك بسببك أنت ..
وكم في عالمك أنت من اسفت لفقده
لأنك لم تحسن التعامل معه واستنفذت صبره !
ما اعلمه أني عاهدت نفسي أن لا اغضب أحداً ..
وأن ابقي شعرة معاوية حتى الرمق الأخير
ومع ذلك ..لا يخلو الأمر ممن الهبك عتاباً
واستقبلك نقداً واستدبرك تهديداً وأنت لم تصنع شيئاً ..
ولا يخلو الأمر ممن ضمن بقاءك في عالمه
فبات يفرض عليك الأحكام والقوانين حتى إنه لم يترك لك فرصة الدفاع عن النفس
اليس في ديننا الحنيف مطلب التماس العذر حتى
سبعين عذراً للاخر ..
فكيف بمن لم يلتمس لك عذراً واحداً ..
ولا غرابة أن ينتحر الصبر لدى الكثيرين
ومع الصبر المضغوط الممتد إلى اخر حد له
وقد كهربته انتقاداً لم يك لوجودها أي جدوى ..
وابتسامة مصطنعة
بقي الصبر وتحمل الصبر وابتسم الصبر
اشكرك أيها الصبر ..
واشكر القائل الذي قال
( سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وساصبر حتى يحكم الله في أمري
وسأصبر حتى يعلم الصبر أنني ..
صبرت على أمر أمَرُ من الصِبرِ)
ولأنك الصبر المنتصر
خرجت من معاركهم معك ممزق الثياب متعدد الجراح زاحف الخطأ ومع ذلك ظللت صامداً حتى الرمق الأخير من معاركهم معك
تحملت مالم احتمله قلباً ولا شعوراً
وظللت كما أنت حتى لو اثخنتك الجراح ..
واتعبتك المعارك
احييك يا صبري ..
احييك فلم اك أدرك أنك أقوى مما بديت عليه ..
نجهل كثيراً ودون أن ندرك أننا قد نستهلك صبر الاخر دون أن ندري
ونجهل كثيرا ..أننا قد نعرض المحيطين بنا ممن
وهبوا لنا تواجدهم لضغط التحمل ..
سباق الحياة الذي قد يخضع الاخرين على السير فيه ..
يطول امده وتقل موارده فهو اشبه بالصحراء حيث الجفاف ..
ويكثر الصابرون ..
بربك دعني اسال نفسي سؤالاً هنا ..
مالذي يجبر صديقاً عزيزاً اثقلت كأهله بالعتب أن يصبر
وما الذي يجبر أخاً محباً أو مقرباً أن يستمع إلى محاضرات العتاب والنقد والانتقاد كدرس يومي
ومالذي يجبر من قدم وقته وفرغ من نفسه من أجلي
أن يتحمل سيل العتب وكيل الانتقاد ليصبر !
اتعلم أيها الشيخ العزيز
اتعلم أيها الصبر
هم لم يلتسموا الأعذار التي كنت تلتمسها لهم
ولم يعتبروا الظروف التي كنت تصنعها فقط لتبرر اساءتهم
ولم يحكموا الضمير والعقل الذي غيبوه واسترسلوا
في اختبارك يوماً بعد يوم
تحمل هنا بعض طفولتي فسأذكر لك مشهداً
يمر دائماً بذهني الصغير ..
امسكت بذلك المطاط .. في كل مرة كنت اشده واتركه
كنت اختبر مدى تحمل تتمدده ثم اتركه ..
وفي كل مرة أدرك أنه لن ولم يعد مثلما كان حتى انقطع ..
فهل تضمن لي يا شيخي العزيز أن لاتنقطع
وأن لا تغيب أنت ايضا ..
حينها هل سيسمح لي بأن اقترض صبراً غير صبري ..
بربك سيدي ...
لماذا اختبر صبر الاخرين على هجماتي دون أن اترك مجالاً للتنفيس
دون أن أبرر واعذر واتفهم ..
دون أن افقه أنهم نفس الأخوة والصحبة الذين قدموا الكثير وما زلت اثقل كواهلهم بسلبية التعامل
مالذي يجبرهم على البقاء
ولماذا هذا الصبر والتنازلات التي قدموها ويقدموها ..
شكراً لك أيها الصبر فقد حاولوا أن يغتالوك
اخشى ما اخشاه ..أن اكثرت من ذلك العتب أن اغتال صبر أخ محب ..وصديق مقرب
وعزيز له في القلب جل المكان
وحينها ..ادرك النتيجة ..
صبر مقتول ..ويد تلوح لي بالوداع والرحيل ..
ووقتها قد لا ينفع النادم ندمه ولا حتى كتب الاعتذار ومجلداته
للأسف ...اكثرنا ولا أبالغ ..يعشق النقد والانتقاد ..
دون أن يعي أحوال الاخر وظرفه
وللأسف ..كم من الصداقات والأخوة الحقيقية
اصبحت سراباً بسبب عتب لاجدوى منه
لابأس أن نعاتب وننتقد لكن بداعي الإصلاح
مع جمال اختيار الأسلوب والطريقة
وغير ذلك قتل وهدم ..!!
وربما لو قلبت ناظري هنا وهناك لادركت أن الصابرين
في عالمي البسيط كثيرون ..وأنهم موجودون
وأنهم بالجوار ..ولازلت اختبر صبرهم فهل ساضمن أنهم لن يرحلوا ..
اسئلة كبيرة ..في عالمي الصغير ..
والسر يكمن هنا في أن اتعامل بمثل ما أحب
أن يعاملني الأخرون ..
حينها لن اختبر صبر غيري .. ولن اثقل كاهله البتة ..
ولن اغزوه ف مقتله بكلمات قد تعكر الأجواء
همسة السطر الأخير ..
لا تقتل ثم تسأل
لا تقتل ثم تسأل