في حالة غريبة، لطالما تجرع مرارتها سكان قرية حيلة آل أمعوض التابعة لمركز بحر أبو سكينة (جنوب غرب عسير)، يقوم الأهالي منذ سنين بتحميل مركباتهم بالصخور والأحجار الكبيرة لصعود طلعة "اللصب"؛ إذ لا يمكن صعودها دون ذلك.
ويقول سكان تلك القرية التي تجثم على إحدى الحرات: لا نستطيع أن نصل إلى قريتنا دون أن نقوم بتحميل مركباتنا بالصخور لضمان صعودها ذلك المرتفع نظرًا لوعورته، ثم القيام بتفريغها بعد تجاوزه في عمل شاق يكاد يتميز به أهالي تلك القرية والقرى المجاورة لها، كقريتَي يتمة وأثلة، عن غيرهم.
وتبعد قرية حيلة آل أمعوض عن مركز بحر أبو سكينة قرابة 14 كلم.
وتحول تلك الطلعة الوعرة بين وصول أكثر من 1500 نسمة إلى مساكنهم إلا بعد تكبُّد عناء ومشقة ذلك الإجراء الذي يقومون به، وخصوصًا لمن لا يملكون مركبات ذات دفع رباعي.
وأضاف الأهالي: في الوقت الذي تمضي فيه الدولة جاهدة لتحقيق رؤية 2030 لا يزال سكان قرى حيلة آل أمعوض ويتمة وأثلة يعيشون ما قبل هذا العصر، الذي نجحت فيه السعودية بربط أرجاء البلاد بشبكات طرق سريعة إلا هذا المكان الذي فشلت فيه كل المطالبات بإنهاء معاناة السكان الذين طالبوا أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد ونائبه الأمير تركي بن طلال بالتدخل لإقناع الجهات المختصة بوضع حد للحالة الصعبة التي يعيشونها.
ويقول المواطن علي بن محمد العوضي: نعاني تأخُّر فرقة الطرق في مسح الطريق وتمهيده.. ونحلم بسفلتته.
ويضيف المواطن محمد بن إبراهيم العوضي: بلدية بحر أبو سكينة ومجلسها البلدي لم يقوما بزيارة تلك القرى لتلمس احتياجاتها، بل إن البلدية تنصلت من طلباتهم تجاه الطريق بإحالتها لإدارة الطرق بعسير، التي لم تستجب هي الأخرى منذ ثلاثة عقود لمطالبنا !
وأوضح أن الطريق ليس الهم الوحيد للسكان؛ فهم يعانون كذلك نقص الخدمات البلدية، وغياب المدارس المتوسطة والثانوية، والمراكز الصحية.
وقالوا إن وعورة الطريق، الذي لا يتجاوز 14 كيلومترًا، دفعت بعض المعلمين والمعلمات في مدرستين ابتدائيتين للبنين والبنات بقرية يتمة المجاورة للقرية إلى السير على طريق آخر، يبلغ طوله قرابة 54 كلم، بينها 30 كلم مسفلتة، 4 غير مسفلتة، إلا أنه أقل وعورة من الطريق المعني بالأمر، الذي يربط قرى يتمة وأثلة وحيلة آل أمعوض بالمركز والإدارات الحكومية.
وكشف السكان عن عقبة تسمى بالخضراء، تربطهم بقرية يتمة، شقَّتها شركة لتنفيذ أبراج الضغط العالي للكهرباء، وساهمت في تخفيف المعاناة، إلا أنها دائمًا ما تُغلق دون صيانة لها لعدم وجود أي جهة مسؤولة.
وأمام هذا قال رئيس بلدية بحر أبو سكينة، المهندس محمد مرزن، لـ"سبق": إن البلدية تقوم بخدماتها تجاه تلك القرى حسب الجدول المعد لأعمال النظافة، وتم فتح مكتب خدمات قبل نحو الشهرين لخدمه قرى مركز خيم.
وأضاف: أعمال السفلتة تأتي ضمن الأولويات - بإذن الله - فيما يقره المجلس البلدي، إلا أن الطريق المؤدي إلى حيلة آل أمعوض لا يأتي ضمن اختصاص ومهام البلدية؛ إذ إنه يتبع الطرق.