هبة الحياة عبيدات "أكثر من ثلث الطلاب بين سن 13 5 عاماً يعانون من التنمر"، أي أن ما يزيد عن واحد بين كل ثلاثة طلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 13 5 عاماً يتعرضون للتنمر بشكل منتظم. هذا ما تؤكده منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فيما يتعرض 50 في المئة من الأطفال للعنف وفق منظمة الصحة العالمية. ويعرف التنمر بشكل عام بأنه "نوع من السلوك العدواني يقوم فيه شخص بإيذاء شخص آخر أو التسبب في عدم راحته متعمداً و بشكل متكرر". إلا أن التنمر لم يعد يقتصر فقط على انتشاره في المدارس أو الأماكن العامة، بل هنالك ما هو أخطر وهو "التنمر الالكتروني"، الذي يعرفه "مركز أبحاث التنمر الإلكتروني" بأنه "ضرر متعمد ومتكرر يتم إحداثه من خلال استخدام أجهزة الحاسب والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية". والتنمر أنواع، منه اللفظي ويتمثل في استخدام ألفاظ وألقاب مهينة والسخرية والتهديد بالتسبب بالأذى، كما هنالك التنمر الإجتماعي، ويتضمن تخريب علاقة الطفل الاجتماعية وسمعته واستبعاده من المشاركات الاجتماعية عمداً، ونشر الإشاعات عنه وإخبار الأخرين ألا يصادقوه وإحراجه علناً. أما التنمر الجسدي فهو ضرب ودفع الطفل وإتلاف الممتلكات. وكشف تقرير لمنظمة اليونيسيف عام 2017 حمل عنوان "الأطفال في عالم رقمي" أن التطور السريع للتقنية الرقمية طور أيضاً المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت، من التنمر إلى إساءة استخدام معلوماتهم الخاصة والإساءة إليهم واستغلالهم جنسيّاً عبر الإنترنت. ويؤكد "مركز أبحاث التنمر الإلكتروني" انه "في حین أنه في الأجیال السابقة كان یمكن أن یتعرض الأطفال للتنمر، كان بوسعهم الهروب من هذا الاعتداء أو المضايقة عن طريق العودة إلى البيت أو تجنب مخالطة الآخرين لكن لا يوجد مثل هذا الملاذ الآمن للأطفال في العالم الرقمي، إذ أن حمل الهاتف المحمول أو الحاسب المحمول أو أي جهاز متصل آخر یعني أن النصوص ورسائل البرید الإلكتروني والدردشات ومشاركات وسائل التواصل الاجتماعي یمكن أن تصل في أي وقت ليلاً أو نهاراً". ويضيف المركز "یمكن الآن للمتنمرین الاختباء خلف ملف شخصي وهمي أو انتحال هوية شخص آخر، ومن ثم، وبنقرة واحدة، یقومون بنشر كلمات أو صور عنیفة أو مؤذیة أو مهينة بشكل فوري، وهذا أمر غیر مسبوق". فيما حذرت دراسة أميركية قام بها فريق بحثي من جامعة نيوهامشر، ونشرت نتائجها في دورية "بيدياتريكس" عام 2013 من أن تعرض الطفل للتنمّر من قبل شقيقه سيؤثر على صحته العقلية. وتبين الباحثة كورينا جينكينز تاكر أن الأطفال الأصغر سناً، أي دون التاسعة من العمر، أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية نتيجة التعرض لتنمّر بسيط، حتى لو كان قليلاً مقارنة بالأكبر منهم سناً. بعض الخطوات التي تساعدك على حماية طفلك من التنمر: 1. من المهم تأسيس علاقة حميمة مع طفلك، وتخصيص وقت يومي كاف للاستماع له حول تفاصيل يومه بكل هدوء وراحة. 2. في حال أخبرك طفلك بتعرضه لأي شكل من أشكال التنمر يجب التحدث معه بلطف وطمأنته أنه ليس خاطئاً. 3. التواصل مع المدرسة وأهل الطفل المتنمر لإيجاد حل للمشكلة في حال تعرض طفلك للتنمر في المدرسة. 4. من المهم تعزيز وبناء شخصية طفلك بشكل يجعله واثقاً من نفسه، تجنباً لأي تأثيرات نفسية قد تطرأ على طفلك نتيجة تعرضه للتنمر. 5. أهمية مساعدة الطفل على الانخراط في وسط اجتماعي وتشجيعه على ممارسة لعبة رياضية أو المشاركة في أي فعاليات أخرى يميل لها. 6. تؤكد منظمة اليونيسيف أهمية تجنب الأطفال قبول الغرباء في حساباتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما طالبتهم أيضا بتجنب تبادل معلوماتهم الشخصية أو معلومات أسرهم أو مواقع تواجدهم، مضيفة أن الآباء عليهم أن يتحققوا من إعدادات الخصوصية الخاصة بأطفالهم. 7. دعت اليونيسيف الأهالي إلى تعليم أطفالهم المبدأ الذي أسمته ب"فكر قبل أن تنقر" وهو مجموعة من التدابير التي على الأطفال اتخاذها أثناء دخول العالم الالكتروني.