آيات الله في الإبل
قال تعالى{أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}الغاشية الآية 17
دعوة إلهية للجميع
{أَفَلا يَنظُرُونَ}للتفكر في مخلوقاته ومنها هذه الإبل {أَفَلا يَنظُرُونَ} التفكر الذي يقود إلى تعظيم الخالق، الشهادة بربوبيته وإلهيته اليقين بصفات كماله وجلاله وقدرته.
قال تعالى {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ }النمل الآية 60
{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}الذاريات الأية 20،21
في مخلوقاته كهذا البعير قال تعالى{أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}الغاشية الآية 17
فخلقها ومنافعها من أكبرِ الشواهدِ على قدرةِ باريها وفاطرها.
في هذا الجمل إبداعٌ وإتقان.
جملٌ ذُو سنام وآخرُ ذو سنامين خلقُ الله!
ذودها بما يلائمها!!
سنامُ الجملِ مخزنُ الطاقة .
فجعل الله لجمال المناطق الحارة هذا السنام ولجمال المناطق الباردة سنامين، يساعدان على تخزينِ أكبرِ قدرٍ من الدهون والغذاء لتحمل البرد.
جعل لها وفرةً من الوَبَر لتدفأه فلا يهلكها البرد.
وهذا الجملُ مع ضخامته، إلا ان الله سهل قيادهُ وإستعماله.
جِمالٌ بسنامينِ وأُخرى بسنامٍ
وهذا الجملُ مع ضخامتِهِ لكن ذللّها الله للركوب وحملِ الأثقال وشُربِ لبنه وأكلِ لحمه وكانت العرب تعتمد عليهِ في الصحراءِ القاحلة والحرارةِ الملتهبة
قال تعالى{وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} الزخرف الآية 12،13،14
فلولا تسخيرُ الله لهذه الحيوانات للإنقيادِ للبشر ما إستطاعوا أن يركبوها.
يُمسكُ الطفل الصغير بزمامِ الجمل الكبير يقودهُ على حيث شاء وبهِ يسير.
فسأل الملحد من الذي سخر هذه الإبلِ الضِخام وغيرها من الأنعام، وسهل قيادها بهذا الزِمام للبشرِ من الصغيرِ والكبيرِ من الأنام.
فإذا تأملَ الإنسان في هذه العجائب وغاص بعقلهِ في بحارِ الأسرار، عظُمَ تعجُبُه من قدرةِ الله القاهرة وحِكتهِ الباهرة الذي يقول { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} الزخرف الآية 13،14
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا استوى على بعيرِه خارجًا إلى سفرٍ كبَّر ثلاثًا ثم قال سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللهم إنا نسألُكَ في سفرِنا هذا البرَّ والتقوى والعملَ بما ترضى اللهم هوِّن علينا السفرَ واطوِ عنا بُعده اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ والخليفةُ في الأهلِ اللهم إني أعوذ بكَ مِنْ وعثاءِ السفرِ وكآبةِ المنقلبِ وسوءِ المنظرِ في الأهلِ والمالِ وإذا رجع قالها وزاد فيها آيبون تائبون لربنا حامدون
الراوي:عبدالله بن عمر المحدث:ابن جرير الطبري المصدر:مسند علي الجزء أو الصفحة:96 حكم المحدث:صحيح
هذا الجملُ سفينةُ الصحراء الذي يعملُ في البيئات الحارة، شكلُهُ يعينُهُ، الحرُ غالبٌ على الصحراء، يبقى الجملُ واقفٌ على أرجُلِهِ الطويلة عازلاً جسمه عن الحرارة المنبعثة من الأرض حتى لا يتضرر.
وعند جلوسِهِ فإن وسادةً أسفل الصدر ووسائد ركب الأرجل تعزل الجسم عن سطح الأرض الحار فتشكل حركةً هوائية تساعده على مقاومة الحرارة.
وإذا إرتفعت درجة حرارة الجسم عن المعتادِ في الإنسان والحيوان فإن الجسم يُصاب بخلل وقد يؤدي إلى الوفاة.
أما الجمل، فإرتفاع درجة حرارة جسمه يعمل على نقص إستهلاك الأُكسجين فتتباطأ عمليات الأيض في جسمهِ مما يحدُ من إرتفاع درجة حرارته.
وتأمل فيما جعل له من العينين المحاطتين بطبقتينِ من الأهدابِ لمقاومة العواصف الرملية والقذى والأذى.
وجعل له أذنينِ صغيرتينِ قليلتي البروز يكتنفهما الشعر من كُلِ جانب ليقيها الرمال التي يزروها الرياح.
والمنخاران" يتخذان شكل شقيين ضييقين محاطيين بالشعر حافتهما لحمية يستطيع الجمل أن يغلقهما في وجهِ ما تحمله الرياح حتى لا تصلَ الرمالُ والأذى إلى رئتيه.
ذيلُ الجمل" يحملُ شعراً وأجزاء خلفية من حبات، يحملُ شعراً يقيهِ ويجنبه ما تثيره الرياح السافيات.
وقوائمُ هذا الجمل طويلةٌ ترفع جسمهُ عن كثيرٍ مما يثور تحتها من الغبار.
وتتحصنُ أقدام الجمل بهذا الخُفِ الذي يغلفهُ جِلدٌ قويٌ غليظٌ يضمُ وسادةً عريضةً لينةً تتسعُ عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيعُ السيرَ فوق أكثرِ الرملِ نعومةٍ.
ما زالت الإبل الوسيلة المثلى لإرتيادِ الصحاري، وقد تقطع قافلةُ الإبل بما عليها من زادٍ ومتاع نحواً من خمسينَ كيلومتراً في اليوم الواحد.
ولم تستطع السياراتُ بعد منافسةَ الجمال في إرتيادِ المناصق الصحراويةِ الوعرة.
جِلسةُ الجمل" جِلستُهُ آيةٌ من آيات الله، فإذا بركَ أو أُنِخَ يعتمدُ جسمه الثقيل على وسائد من جلدٍ قويٍ سميكٍ على مفاصلِ أرجلهِ.
يرتكز بمعظم على صدره، حتى لو جَسمَ على حيوانٍ أو إنسانٍ بذلك طحنه طحناً.
ولكن هذه الوسائد معجزاتٌ إلهية تهيئهُ للبروكِ فوق الرملِ الخشنِ ألحار.
الجملُ الوليد يخرج يخرج من بطن أُمه مزوداً بهذه الوسائد شيئٌ موروث.
هذا الجمل الذي يتحمل العطش بما هيأ الله لهُ.
ويستطيع العيش دون ماءٍ لعدة أسابيع.
ويكتفي خلال الفصول البارد بالكمية المائية المتوفرة في الوجبة ويستغني ربما عن الشربِ أحياناً مدة شهرٍ كامل!!
أما في الفصل الحار ومع وجبةٍ من الغذاءِ اليابس، فإن الشرب ضروريٌ مرةً كُلَ أسبوع.
تموت أغلب الحيوانات عندما ينخفض وزنها ستة عشرة في المئة تقريباً من وزنها في وسط المحيط الحار بسبب نقص السوائل.
لكن الجمل يواصلُ العيش دون تعرضِ حياته إلى الخطر مع فقدانِ ثُلُثِ وزنِهِ بسببِ ذلك ويستردهُ مباشرةً بعد الإرتواء، ويستطيع أن يشربَ كميةً هائلةً من الماء في زمنٍ قياسي.
وقد لوحظ أن جملاً شرب كمية مئتا ليتراً في ثلاث دقائق بعد حرمانٍ من الماء دام أربعة عشر يوماً ولم يصب بأي سوء.
ونعلم ان الشرب السريع للإنسان يمكن أن يؤدي إلى إنفجار كريات الدم الحمراء.
ولكن هكذا هيأ الله هذا المخلوق!! سبحانه!!
الطاقة التحويلية للعلف العجيبة في إبقائه.
جعل الله في ألبانِ الإبل وأبوالها شفاءً.
أنَّ ناسًا من عُرَينةَ قدِموا المدينةَ فاجتَوَوْها فبعثهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في إبلِ الصَّدقةِ وقالَ اشربوا من ألبانِها وأبوالِها فقَتلوا راعيَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واستاقوا الإبلَ وارتدُّوا عنِ الإسلامِ فأُتيَ بهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقطعَ أيديَهم وأرجلَهم من خلافٍ وسمَرَ أعينَهم وألقاهم بالحرَّةِ
الراوي:أنس بن مالك المحدث:الألباني المصدر:صحيح الترمذي الجزء أو الصفحة:72 حكم المحدث:صحيح
هذا دواء لبن الإبل المخلوط بشيئٍ من بوله شفاء من أمراض معينة مثل "مرض الأستسقاء" أستسقاء البطن فيستفيد المريض جداً من شرب لبن الإبل الممزوج ببوله حيث تفرزُ أجسام مضادة صغيرة في اللبن والبول يمكن ان تحسن حتى من مقاومة فايروس إلتهاب الكبد الوبائي "سي و بي" وبعض إلتهابات القولون المزمن وبعض حالات السرطان المبكر خصوصاً في الجهاز الهضمي.
جعل الله من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً صائغاً للشاربين.
نسأل الله أن يوزعنا شكر نعمته