شاهد.. "الجبل الأسود" بالريث.. حين ترتحل للهاوية وتلامس السحاب
لتدخل في سحابة المطر قبل هطولها عليك أن تسلك الهاوية، فتصل لطبيعة خضراء بكر، وسحب تغزو الفضاء من حول المكان. والجبل الأسود في محافظة الريث شمال شرق جازان، أحد الجبال الشاهقة ويقابل وادي لجب الشهير، ويقارب طوله 1800 متر؛ وهو يعانق السحاب كل ساعاته، لكن خطورة طرقه وانهياراته المستمرّة تنفّر زواره وسكانه. وتجذب طبيعة الجبل الأسود الكثير من الزوار الذين يسمعون عنه أو الذين يرتادونه بين حين وآخر، فيما يعاني الزوّار مشقة في الطريق الضيّق الوعر الذي يمتد لنحو 15 كلم من أعلى قمة الجبل حتى طريق عقبة الهاوية في رخية. سحب تخفي الطريق يشكّل الطريق من الهاوية إلى أعلى الجبل هاجساً ورعباً للمتنزهين والسكان، حيث لا توجد به حواجز لتحد من السقوط إلى الأسفل؛ كون الطريق يحاذي منحدراً جبلياً خطيراً، على أغلب امتداد الطريق، فيما تخفي كثافة السحب ملامح الطريق بشكل شبه كلّي أحياناً، وتجعل الرؤية صعبة به. السحب تكثف في الربيع يشهد الجبل الأسود كثافة في السحب التي تغطي الطريق، وتخفي حتى معالم الجبل في فصل الربيع، بحسب أهالي الجبل، حيث تشهد فترة الربيع موسم كثافة الزيارات للجبل. نقص الخدمات وكشف أهالٍ في الجبل الأسود أنهم بحاجة عاجلة لتشغيل الإنارة كافة، وزيادة عدد المطلات والاهتمام بها وتوسيعها، لما يتوفر في الجبل من طبيعة ساحرة، لتساهم في تنمية الجبل، كما طالب الأهالي بتوسيع طريق الجبل، ووضع الجدران الاستنادية للحد من تساقط الصخور فترة الأمطار، والاحتجازات المتواصلة حينها. وما زال سكان الجبل الأسود يعتمدون على مياه السقيا، ويحلمون بإيصال المياه لهم بشكل أفضل، كخزان إستراتيجي، ليصل لكافة المنازل. سكان الجبل ويسكن الجبل الأسود ما يزيد عن ألفيّ نسمة، وبه مدرستان متوسطة وابتدائية للبنين والبنات. ويكثر بين سكان الجبل الأسود الاعتماد على الزراعة والماشية في حياتهم؛ ما ساعد على الحفاظ على الغطاء النباتي في الجبل، والحفاظ على طبيعته، حيث يشهد الجبل أمطاراً متفاوتة، ساهمت في الحفاظ على اخضراره. ويتميّز سكان الجبل الأسود بزيّهم الخاص، وهو لا يفرق كثيراً عن زي قبائل الجبال بمنطقة جازان، وقريب من الزي القديم لقبائل تهامة، ويتكوّن من الإزار والجاكيت (مصنف وشميز) كما يسمى في العامية، ويفضلون وضع العطريات على رؤوسهم، كنبات النرجس.