• يحكى أنه كان هناك رجل متزن و دائماً ما يردد كلمة خير وعسى في الأمر خير مع كل مصائب تحدث له يقول هذه الكلمة لدرجة أن من حوله ذهلوا منه ..
وفي يوم من الأيام اتفق أهالي قريته بأن يخفوا عنه قطيع الأغنام الذى يملكه وقد كان يملك الكثير منها ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها بلسانه ، اتفقوا على إخفائها كـأمانة عند أهالي القرية المجاورة ، ثم يعودون اليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها ، و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك ..
وبالفعل قاموا بأخفاء الاغنام فى القرية المجاورة ثم عادوا إليه يصرخون لقد سرقوا أغنامك ولم يبقى منها شيء فقفز من مكانه و قال كيف حدث ذلك فأخبروه حسب الخطه المتفق عليها ..
حزن الرجل و قال لعل في الأمر خير لا يعلم المرء ماذا يكتب الله له ؛ لعل في الأمر خير؛ جن جنونهم وقالوا مستحيل سيبكي بالمساء ..
اتفقوا على أن يتجمعوا فى ليلة سمر عنده و ذلك ليروا ما اذا كان سيحزن ويقنط و يبكي و يسخط ، وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره ..
كلما ذكروه بما حدث قال : خير انسوا الأمر لقد نسيت ، فإذا بها نابعة من القلب و ليست من اللسان ، كان هذا إيمان حقيقي في قلبه ، كان يتيقن أن هذا من عند الله فيسلم الأمر له ..
وفى أثناء سهرهم عنده إذا بلصوص حقيقيون غاروا على بيوتهم وحظائرهم وسرقوا أنعامهم ، فلما أتى الصباح واكتشفوا ما حدث إذا بالعويل والنحيب والكل يصرخ سرقونا والسخط واللعن واللطم ، فقال لهم صاحبنا لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم ..
فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة الخيرة التي يرددها لسانك دائماً مع كل مصائبك لقد سرقت كل أغنام القرية إلا أغنامك لأنها كانت فى القرية المجاورة ..
أرادوا أن يختبروه في هذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون ..
الفائدة : قد تحدث أمور كثيرة في حياتنا في ظاهرها شر لنا وهي خيرة من عند الله فلا تستعجل ..
ربما ساءتك أوائل الأمور وسرتك أواخرها كالسحاب أوله برق ورعد وآخره غيثٌ هني ..
واستغفر فـ الإستغفار يفتح الأقفال ويشرح البال ، ولا تنسى : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فإنها تطفئ الحريق وينجوا بها الغريق ويعرف بها الطريق ، وداوم على ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فسرها عجيب ...