السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....
ان التراث هو بطاقة تعريف للبلد و كتاب يعود اليه اجيالنا القادمة ....فكل ما هو قديم هو قيم في اعيننا ...فالتراث يخفي داخله قصص اسالفنا و واقع اجدادنا تلك الصفحات التي كتبت بقلم الذكرايات على ورق التاريخ هي من تعطين الامل للمستقبل و ذكريات نَحِنُّ اليها ......
اداة تراثية و هي الشكوة
مشهد خض "الشكوة"- تلك القربة التي يوضع فيها اللبن لاستخراج الزبدة- منظر قد يصادفك خلال سني حياتك وقد لا يصادفك أبداً خصوصاً بعد اختفائها من الأرياف واقتصار استخدامها على أهل البادية.
وللتعرف على الشكوة ، طبيعتها، طريقة عملها، واستخداماتها التقى eSyria الحاجة "فريدة الخلف" عمرها ثمانية وثمانون عام من قرية "البوليل" فتحدثت عن طريقة صناعتها قائلةً: «بعد سلخ جلد الذبيحة "غنم- ماعز" يغسل الجلد وينظف من الدم ثم يملح الجلد ويترك حتى يجف تماماً وبعدها يوضع في داخل الجلد طحين وملح والقليل من الماء ويترك حتى يجف أيضاً وتستغرق العملية عدة أيام، فإن كان الجو حاراً تستلزم من 3- 5 أيام أما إذا كان الجو بارداً فيترك الجلد لعشرة أيام، وبعدها يغسل بماء حار وينظف ويملح مرة أخرى، ويترك حتى يجف نهائيا، بعدها يخاط الجلد ويترك الفم مفتوحاً وهو يمثل رقبة الذبيحة ثم يدق جذر "العاكول" وهو نبات شوكي، ويطبخ ويوضع على الجلد ويترك يومين أو ثلاثة أيام حتى يجف ثم يرش مسحوق قشر الرمان فوقه حتى يصبح لون الجلد أحمر من الداخل والخارج بعدها يغسل الجلد ويوضع فوقه وزن ثقيل لكي يجف تماماً من الماء وعندئذٍ يصبح صالحاً للاستخدام».
أما عن مبدأ الشكوة العمل فيها فقد سألنا أحد الخبراء الفنيينعن الشكوة الذي أجابنا قائلاً: «يوضع اللبن- قد يضاف الماء البارد معه- داخل "الشكوة" وتبدأ المرأة بهزها أو رجها وتسبب عملية التحريك هذه توليد حركة دائرية للبن داخل "الشكوة" ما يؤدي إلى خروج حبيبات الدهن من اللبن بسبب عملية الطرد المركزي لكون حبيبات الدهن هي الأثقل بين مكونات الحليب، ما يجمع الزبدة على الأطراف الداخلية "للشجوة"، وتساعد على تجمع حبيبات الدهن البرودة الناتجة من إضافة الماء البارد مع اللبن».
وعن نواتج خض اللبن فيها فقد بينها لنا قائلاً: «أول هذه النواتج وأهمها هي "الزبدة" وهي نوعان:
- "زبدة" ذات لون أبيض وهذه تنتج في الشتاء وذلك بسبب تغذية الحيوانات على الأعلاف المركزة والمالئة مثل "النخالة" و"التبن" و"العلف المركب".
- "زبدة" ذات لون أصفر وتنتج في أيام الربيع والصيف نتيجة غذاء الحيوانات على الأعلاف الخضراء التي تحتوي على نسبة عالية من "الكاروتين" الذي يكسب "الزبدة" اللون الأصفر، أما المنتج الثاني فهو "اللبن" ويسمى في "دير الزور" "الشنينة" ويشرب غالباً في فصل الصيف لأنه يمنح الإحساس بالانتعاش في الأيام الحارة، وكذلك يستخدم في صناعة "اللبنة والقريش والهكط" وكلها مأكولات معروفة في المدينة والريف، كما يستخدم في تغذية "الحملان الصغيرة" والحيوانات الأليفة "كالكلاب والقطط"».
أما عن الفوائد الغذائية للزبدة فقد أضاف قائلاً: «"للزبدة" قيمة غذائية عالية لاحتوائها على نسبة مرتفعة من الدهون والفيتامينات مثل أ، د، ك».
أما عن تواجدها الحالي واستخدامها فقد سألنا السيدة "هدى العبد" فلاحة، فأجابتنا قائلةً: «عملياً لم تعد "الشجوة" مستخدمة في الأماكن التي تصل إليها الكهرباء وذلك بسبب الاستعاضة عنها بآلة تسمى "الخضاضة" وهي تشبه الغسالة العادية ولكنها أصغر حجماً ولا تتطلب الوقت والجهد الذي تتطلبه "الشجوة" وعلى هذا فإن استخدامها انتهى تقريباً في الريف غير أنها تشكل ضرورة كبيرة بالنسبة لأهل البادية».
أما عن طريقة حفظ "الزبدة" بعد استخراجها من "الشكوة" فقد أفادتنا قائلةً: «إن كان إنتاج "الزبدة" يفوق الاحتياج اليومي يتم حفظها في ما يسمى
عملية خض الشجوة"المزبد" وذلك بإضافة الملح إليها تمهيداً لصنع السمن البلدي».
ومن الجدير بالذكر أن طقس خض الشجوة يعتبر طقسا خاصا ومميزا، وكثيراً ما كانت ترافقه الكثير من الأغاني والأناشيد ومنها ما ذكرته لنا الحاجة "فريدة الخلف":
«خضّي "الشجوة" واسويها/ واعطي "الزبدة" لراعيها.
كذلك تنشد النساء في سني المحل:
سنة رحنا "عالبشري" والغنم ضيعناها/ والشنينة بالحسرة والزبدة ما نلكاها».
و من اشهر اسماء للشكوة منها :
القربة - الصميل - السعن-السقاء – العكه -الشجوة - المزبد - الظرف