الأعشاب الطبية أو الأعشاب الشعبية التقليدية انتشر استعمالها في العشرين سنة الماضية وتسارع وتهافت الناس على استخدامها كعلاج للأمراض الحادة والمزمنة الظاهرة والباطنة، وقام عدد كبير من الأفراد والذين لا يملكون ولا يعرفون وغير مختصين بمزاولة مهنة العلاج الشعبي العشوائي، وقاموا بتركيب العديد بل المئات من الخلطات العشبية المجهولة الهوية، وألفوا على فوائدها ومنافعها في علاج الكثير من الأمراض وتأثيرها الشافي حتى وصل بهم الأمر إلى علاج الأمراض المستعصية، ولم يتركوا مرضاً أو داءً إلا وأعطوا له علاجاً حتى أمراض السرطان وأمراض القلب وأمراض الروماتيزم وأمراض الإعاقات مثل التوحد وأمراض الشيخوخة، ووزعت مع هذه الخلطات الروايات والقصص عن التأثير الخارق والسحري النافع والذي تعجز أكبر مستشفيات وأطباء العالم عن شفاء هذه الأمراض، وجعلوا أشهر أطباء العالم أقزاماً عند علمهم، وطبعوا الملصقات على الفوائد، فمثلاً خلطة أعشاب تشفي البواسير، وخلطة أعشاب تشفي البروستات، وخلطة أعشاب تشفي آلام الدورة، وخلطة أعشاب تزيد الحيوانات المنوية وتقضي على العقم، وخلطة أعشاب تقضي على الالتصاقات عند المرأة وتنشط المبايض، وخلطة أعشاب تقضي على السحر والعين والاكتئاب النفسي، وخلطة أعشاب تساعد على إرجاع المرأة إلى شابة، وخلطة تعالج وتوقف التدخين، وخلطة توقف الإنجاب أو تمنع الحمل، وخلطة تنشط الرجل وتجعله يرجع شاباً، وخلطة تقضي على الترهل، وخلطة تبيض البشرة، وخلطة تسمن، وخلطة تنحف. إذاً لم يتركوا أصحاب الخلطات العشوائية والمنتشرين في مجتمعاتنا داءً إلا عالجوه وأخذوا المبالغ المالية العالية حتى يصل سعر بعض هذه الخلطات إلى آلاف الريالات، هؤلاء يصفون لك ما هب ودب لا يعجزهم ولا يمنعهم حاجز ولا محرم ولا ممنوع ولا مستحيل حتى المستحيل له عندهم علاج ما دام فيه دفع أموال وتكسب من جيوب المرضى أو المغفلين وهم يقومون بذلك لأنهم أمنوا العقوبة..، والكثير من هؤلاء المعالجين للأمراض لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وليس عندهم علم فيما يفعلون أو ما يصفون للناس لذلك تتكرر أخطاؤهم وهفواتهم وعمت مصائبهم وسلبوا أموال الناس بالباطل وصار البعض يملكون القنوات الفضائية ويقولون ما يريدون ويصفون ما لا يعرفون، وحملوا المجتمع الكدر والكَبَد والنكد والهم والغم.
ومن أخطاء هؤلاء وصفهم الحلتيت لامرأة تعاني من مرض داخلي والتهاب من السهل علاجه في المستشفيات الحكومية أو الأهلية مما جعل حالتها تتفاقم وصار عندها فشل في الكبد مما أفقدها حياتها، وفقدها أطفالها وهي في شبابها. امرأة تعالج وصفت وأعطت لشخص يعاني من مرض سرطان الدم محلول أو شراب الحناء مما جعل جهازه الدموي يتغير بسرعة ويفقد وتتكسر مكونات الدم مثل الصفائح الدموية ويفقد حياته خلال أيام قليلة. امرأة تعاني من آلام الدورة وهذه سهل علاجها بالمستشفيات، أعطاها أحد المعالجين بعض الزيوت المجهولة وخلطة عشبية على شكل بودرة فصار عندها بعد ذلك التصاقات وآلام شديدة وتأثرت المبايض عندها وهي لا زالت تعاني من هذا العلاج لأكثر من عشر سنوات متواصلة. امرأة وصفت لها إحدى المعالجات خلطات مجهولة وقالت لها إذا لم تتناولي هذا العلاج فإن أولادك سيموتون فخافت وأكلت هذا العلاج ودفعت أمولاً طائلة لهذه المعالجة وهي تعاني من هذا العلاج المجهول، رجل معالج يصف السدر لعلاج التهابات المعدة ويؤثر هذا السدر على الجهاز الهضمي ويسبب له آلاماً مبرحة ما زال يعاني منها، ومعالج شعبي آخر يصف الشب لعلاج التهابات الرحم وتتناوله المريضة فيؤثر على الكبد ويسبب الضرر الدائم للكبد، امرأة كبيرة في السن تعالج طفلاً عنده الاكتئاب بأربعة أنواع من الأعشاب، ثلاث من هذه الأعشاب تحوي كميات عالية من الرصاص والزرنيخ وهي من المعادن السامة، والعلاج الرابع هو جوزة الطيب وهذه معروفة أنها تسبب الإدمان والهلوسة ولها تأثير ضار على الكبد فيصاب هذه الطفل بعد أخذه هذه العلاجات بالإغماء وفقدان الوعي وأدخل المستشفى لعمل عملية في الرأس. بنت في العشرين من عمرها تأخذ كحلاً للعيون ويسمى القرمز مجهول الهوية فقدت واحدة من عينيها، وأخرى كحل للحواجب فتفقد شعر الحاجب وهدب العين. امرأة تأخذ كريماً ملوثاً بالزئبق لعلاج الندبات السوداء في الوجه فجعلها تزيل هذه الندبة السوداء وتحولت هذه الندبات السوداء إلى بيضاء فكأنها بهاق، وتشوه وجه هذه المرأة. امرأة تأخذ حبوب السيبوترامين أو الردكتال لعلاج السمنة فجعلها تصاب بأمراض القلب، منها زيادة ضربات القلب وعدم انتظامه. وامرأة أخرى تأخذ حبوباً لعلاج السمنة وتكون هذه الأقراص ملوثة بالرصاص وتسبب الإسهال مما أثر على الأمعاء وخروج الأغشية المخاطية ونزيف دموي ونتوءات في الأمعاء وتأثر القلب والجهاز الدموي. امرأة أخرى وصفت لها كبسولات جلبتها معها من بلد عربي مجاور بعد استعمالها لفترة لهذه الكبسولات لعلاج السمنة سببت لها الإدمان وبعد تحليل هذه الأعشاب وجد أنها مادة محظورة وتسبب الإدمان وهي من الممنوعات دولياً ومحلياً ولها تأثيرات جانبية خطيرة. امرأة أعطت طفلها ذا الأشهر الثلاثة سعوط وهي عبارة عن أعشاب تخلط وتنقط بالأنف وظلت تعطي ابنها هذه السعوط حتى أتلفت جزءاً من الرئة لهذا الطفل.
ومعالجة شعبية تعالج مرض الشقيقة بجرعات عالية من الآيبوبروفين المسكن للآلام وهي طحنت هذه الحبوب مع بعض النباتات وباعت عليهم (الآيبوبروفين) بمبالغ عالية جداً. ومعالج شعبي يعالج مرض التوحد عند الأطفال بمادة محظورة حيث إن هذا الطفل ظل يأخذ هذه الوصفة لفترة طويلة حتى أدمن عليها للأسف الشديد.
العديد منها مجهول المصدر
لم يتركوا مرضاً أو داءً إلا وأعطوا له علاجاً دون خبرة
يعالجون جميع الأمراض دون استثناء
عدد من تلك الوصفات المجهولة لها تأثيرات صحية خطيرة