بعد مرور شهر من الحملات المنظَّمة قتلوه ومعه 30 ذئبًا وضبع واحد
أدخل ذئب أعرج قبل 69 عامًا الذعر في قلوب بلدة تبوك بعد أن قتل طفلة رضيعة، وسحب طفلاً آخر بعد عقره في فخذه. وامتد هذا الرعب لمدة شهر قبل أن يتمكن عدد من الجهات من قتل الذئب الأعرج، وبرفقته 30 ذئبًا آخر.
ويروي هذه القصة الباحث عبدالله العمراني لـ"سبق"، التي كانت حديث المجالس في ذلك الوقت؛ إذ يقول العمراني: "في غرة شهر رجب من عام 1370هـ نُقل الرائد جميل ألطف - رحمه الله - إلى مدينة تبوك مديرًا لشرطتها (شرطة المقاطعة الشمالية سابقًا) خلفًا للسيد أحمد فراش، وكانت ترتبط بشرطة تبوك حينذاك أربع مديريات، هي: شرط تيماء وشرطة ضباء وشرطة الوجه وشرطة أملج. وقد عمل فيها مدة 3 سنوات حتى غرة شهر جمادى الأولى من عام 1373هـ".
وأضاف العمراني: "بعد مرور سنة وأربعة أشهر على توليه هذا المنصب جاءه أحد المواطنين يستغيث به في نجدة طفلته الرضيعة التي فقدها هذا الصباح؛ إذ كان هو وزوجته وطفلتهما الرضيعة نائمين في العراء على حدود بلدة تبوك، فلما أصبحا لم يجدا الطفلة. وعليه باشر الرائد جميل ألطف وجنوده موقع الحادث مصطحبين معهم قصّاص الأثر الذي اقتفى أثر الذئب حتى وصل به إلى الهضيبة الكبرى في تبوك، وكانت حينها تقع خارج حدود تبوك، وعثروا على بقايا أطراف الطفلة وملابسها في الهضيبة الكبرى".
وتابع: "لاحظ قصاص الأثر أن أثر الذئب به علامة فارقة (يعرج في خطواته)؛ فقام مدير شرطة تبوك بتجهيز مجموعة من الجنود بأسلحتهم للبحث عن الذئب الذي قادهم أثره إلى سلسلة جبال تقع في جنوب بلدة تبوك، ورافقهم في هذه الرحلة الشيخ علي الثروة - رحمه الله - مدير مكتب إمارة تبوك سابقًا، ورافقهم أيضًا الشيخ سليم الغريض - رحمه الله - (رئيس بلدية تبوك سابقا)، وانتشروا في الجبال بحثًا عن الذئب الأعرج، فخرجت عليهم قطعان من الذئاب بمختلف الأعمار هاربة، ولم يتمكنوا من إصابة أحدها، وعادوا مع مغرب ذلك اليوم".
وواصل العمراني: "في اليوم التالي خرج 30 جنديًّا بأسلحتهم، يتقدمهم مدير الشرطة الرائد جميل ألطف، للجبال الواقعة جنوب بلدة تبوك، وقتلوا 6 ذئاب إلا أن غريمهم (الذئب الأعرج) لم يكن بينهم".
وختم: "وفي تلك الليلة دخل الذئب الأعرج لبلدة تبوك، وسحب صبيًّا من بين جماعته بعد أن عقره في فخذه. وهذه الحادثة أدخلت الرعب في قلوب أهالي بلدة تبوك؛ فنظمت إمارة تبوك والشرطة حملات تمشيط للمنطقة من الذئاب، وبعد مرور شهر من الحملات المنظمة قُتل الذئب الأعرج بالقرب من مرعى الأمير خالد السديري (أمير تبوك سابقًا)، وقُتل معه 30 ذئبًا وضبعٌ واحدٌ".