مثل العنف الممارس ضد المرأة إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى وأحد انتهاكات حقوق الإنسان، وتشير التقديرات العالمية التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدة من كل 3 نساء أي 35% من النساء في العالم كافة ممّن يتعرضن في حياتهن للعنف يكون ذلك على يد شركائهن.
وتعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
وعلى الصعيد العالمي هناك نسبة تصل إلى 38% من جرائم قتل النساء على يد الشريك ومن عوامل الخطر التي تدفع الفرد إلى ممارسة العنف ضد المرأة تدني مستوى التعليم والتعرّض للإيذاء في مرحلة الطفولة أو شهادة حالات من العنف المنزلي الممارس ضد المرأة وتعاطي الكحول والسلوكيات التي تميل إلى تقبّل العنف وعدم المساواة بين الجنسين.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن البرامج المدرسية المعنية بالوقاية من العلاقات العنيفة القائمة بين الشباب في البلدان المرتفعة الدخل تسند ببعض البيّنات التي تثبت فعاليتها، حيث ثبت في المواضع المنخفضة الدخل أن الإستراتيجيات الرامية إلى زيادة تمكين المرأة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية من قبيل توفير التمويل المتناهي الصغر جنباً إلى جنب مع التدريب على المساواة بين الجنسين والمبادرات المجتمعية التي تعالج أوجه عدم المساواة بينهما واتقان مهارات التواصل، هي إستراتيجيات فعالة إلى حد ما في مجال تقليل معدلات العنف الممارس ضد المرأة.
وتوفر المسوحات السكانية التي تستند إلى تقارير الضحايا أدق التقديرات بشأن انتشار العنف ضد المرأة في المواقع التي لا تشهد حدوث نزاعات وتبين "الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية عن صحة المرأة والعنف المنزلي المُمارس ضدها في عدة بلدان" (عام 2005) شملت عشرة بلدان هي أساساً من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بشأن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 9 عاماً حيث أبلغت 15% منهن في اليابان و71% منهن في إثيوبيا وبيرو عن تعرّضهن للعنف.
وفي عام 2013، أجرت المنظمة تحليلاً بالاشتراك مع كلية لندن للتصحّح وطب المناطق المدارية ومجلس البحوث الطبية على أساس البيانات الواردة حالياً من أكثر من 80 بلداً وتبيّن من التحليل أن ثلث النساء تقريباً (30%) من إجمالي نساء العالم أجمع قد تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي.
وتشير التقديرات إلى أن معدل انتشار هذا العنف يتراوح بين 23.2% في البلدان المرتفعة الدخل 4.6% في إقليم غرب المحيط الهادئ 7% في إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة 7.7% في إقليم جنوب شرق آسيا. وعلاوة على ذلك، يوجد على الصعيد العالمي نسبة تصل إلى 38% من جرائم قتل النساء على يد العشير تبلّغ نسبة 7% من النساء في العالم عن تعرضهن للاعتداء الجنسي على يد شخص آخر غير العشير برغم محدودية البيانات عن هذا الموضوع.
وتؤكد التقارير إلى أن الرجال هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن العنف الممارس ضد المرأة من قبل شريكها المعاشر أو العنف الجنسي الممارس ضدها ويلحق الاعتداء الجنسي على الأطفال الضرر بالفتيان والفتيات على حد سواء، فالدراسات الدولية تبيّن أنّ نسبة 20% تقريباً من النساء وأخرى تتراوح بين 5 0% من الرجال يبلّغون عن تعرّضهم للعنف الجنسي في مرحلة الطفولة. كما يشكّل العنف فيما بين الشباب، بما فيه العنف المُمارس أثناء المواعدات الغرامية، مشكلة كبرى.https://sabq.org/r2nDzc