على صحة الإنسان، إلا أن الكثيرين في المقابل ربما لم يسمعوا عن فوائد الصراخ الصحية، التي أجمع عليها الأطباء وأثبتتها الدراسات الطبية، بل أن قرية سويدية أدركت هذا الأمر ومارسته بشكل جماعي، حتى نالت شهرة عالمية جارفة باتت تعرف باسم "صرخة فلوجستا".
الصراخ وتمزيق الكتب المدرسية "ممنوع" بمدارس الصين
"مترجم صراخ الأطفال" اختراع يكشف بسبب بكاء الرضيع
وتتبع قرية فلوجستا مدينة أوبسالا، شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، ويعد الطلاب الجامعيون أغلب سكانها، حيث يدرسون بجامعة أوبسالا، التي تعد واحدةً من أعرق وأفضل 70 جامعة على مستوى العالم.
واعتاد سكان القرية عند سماع صرخة في تمام الساعة الـ11 مساء، أن يفتحوا نوافذهم ويردوا على تلك الصرخة بصرخاتٍ عالية تدمر صمت الليل.
وتقول بعض الروايات إن هذه العادة مرتبطة بانتحار شاب كان يعاني اضطرابا نفسيا شديدا لم ينتبه له زملاؤه وأصدقاؤه في تمام الساعة 11 مساء، فقرر السكانُ اتباع تقليد ردّ الصرخة بصرخاتٍ في هذا الموعد بالضبط، تعبيرا منهم عن دعمهم لمن يصرخ، ومؤازرته وتقديم الدعم النفسي له، حتى دون أن يعرفوا هويته أو تفاصيل أزمته النفسية.
وفي العام 2015، أثبت علماء فى جامعة سنغافورة الوطنية أن الصراخ يزيد من مقاومة الجسم للألم بنسبة تصل إلى 20%.
وأجرى العلماء تجربة تتكون من 5 مراحل، اشترك في كل منها 55 متطوعًا، كان على كل منهم أن يضع يده في إناء مملوء بالماء المثلج، لأطول مدة يمكنه تحمل الألم خلالها، وسمح للمشاركين في المرحلة الأولى من التجربة بالصراخ بسبب الألم، وفي المرحلة الثانية لم يكن مسموحا لهم بالصراخ.
في المرحلة الثالث لم يكن مسموحا لهم بالصراخ، لكن كان بوسعهم الضغط على زر خاص إذا شعروا بالألم. أما في المرحلتين الرابعة والخامسة، فكان مطلوبا منهم الاستماع إلى صراخهم وصراخ غيرهم المنبعث من جهاز تسجيل، مع بقائهم هادئين دون صراخ ودون زر.
واكتشف العلماء أن نتائج التجربة كشفت أن معدل تحمل الألم لدى المشاركين وهم في حالة الهدوء كان 24 ثانية فقط، أما عند السماح لهم بالصراخ فاستمروا حتى 29 ثانية، وعند السماح لهم بالضغط على الزر الخاص تحملوا الألم حتى 28 ثانية. وقال العلماء إن هذه التجربة تعد أول إثبات علمي لفعالية صراخ الإنسان كمسكن للألم.
وفي العام 2017، كشف أطباء أمريكيون أن الصراخ في الحالات الهستيرية مفيد جدًا لصحة جسد المرأة؛ لأن الدموع التي تنهمر بسببه تزيل السموم من الجسم.
ودعا الأطباء النساء إلى عدم تقييد عواطفهم لأن ذلك يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهن، واتضح في نتائج دراستهم أن الدموع الناتجة عن حالة عاطفية تحتوي على ملح أكثر ما هو عليه في الحالات الطبيعية غير المرتبطة بانهيار عصبي.
وأوضح الأطباء، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن النساء يشعرن عادة بعد الحالة الهستيرية باسترخاء وهدوء، وهذا يعد شيئًا جيدًا لجسم المرأة، مشيرين إلى أنه يتم في بعض الحالات إفراز هرمون السعادة أيضًا.
وأكد الأطباء أن الصراخ والبكاء يعد أحد أنواع الأدوية، فالنساء اللواتي لا يظهرن المشاعر السلبية يعانين من انقباضات عضلية حادة، ينتج عنه في وقت لاحق تطور أمراض مختلفة، كما دعوا إلى تحرير هذه العواطف السلبية لما لها من دور جيد على صحة المرأة بشكل عام.