منطقة عسير عروس الطبيعة، وعشق الغيوم، وأنشودة المطر.. موطن الجبال والخيال.. تزهو بثوبها امتدادًا من مظاهرها الطبيعية الخلابة، ومناخها الجميل طيلة أيام السنة؛ ما جعلها مقصدًا للمصطافين من السعوديين والخليجيين، واتجاهًا واعدًا للاستثمار لموقعها الحيوي الذي أعطاها أهمية ومكانة.
ومنذ أن قطع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعدًا ببلوغ التنمية الشاملة لجميع مناطق البلاد وقطار التنمية يسير من منطقة إلى أخرى؛ فبعد تبوك والعلا والوجه ها هو قطار التنمية يصل اليوم عسير بعد صدور أمر ملكي بإنشاء هيئة عليا لمنطقتها. ويراهن الأمير محمد بن سلمان على أن تصبح عسير بمنزلة سويسرا الشرق الأوسط.
وفي دليل على اهتمام سمو ولي العهد بمتابعة وصول التنمية إلى جميع مناطق السعودية، صدر أمر ملكي بتعيين المهندس إبراهيم السلطان مستشارًا في الديوان الملكي وعضوًا في مجالس هيئات تطوير المدن؛ لكي يكون تحت إشراف سمو ولي العهد المباشر لمتابعة عمل الهيئات؛ للتأكد من إحداث التنمية الشاملة في جميع مناطق البلاد.
وتمتاز منطقة عسير بعد موقعها الحيوي بالتضاريس وجمال الطبيعة من جبال وسهول.. وتناغمت بيئتها وتضاريسها؛ لتكون مرتعًا للحيوانات الفطرية والطيور الجارحة والنادرة. كما تضم المنطقة عددًا كبيرًا من المعالم الأثرية والقصور.
الفرص الاستثمارية
وتحظى الاستثمارات في منطقة عسير بتنوع مجالاتها السياحية والصناعية والتجارية والتعدينية والزراعية، وخصوصًا المجالات السياحية التي تعد من أقوى الفرص نظرًا لطبيعة المنطقة الجغرافية والمناخية؛ ما يجعلها ذات جذب لإقامة مشروعات سياحية برؤوس أموال محلية وأجنبية.
وبحسب تصريحات مسؤولي مجلس الاستثمار في منقطة عسير، فإن البنى التحتية للمنطقة تعد جاهزة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، كما أن المنطقة تشهد إقامة مشاريع تنموية جاذبة لرؤوس الأموال، منها مشروع تطوير مطار أبها الإقليمي. وسيساهم المشروع في زيادة طاقة المطار الاستيعابية من 1.5 مليون إلى 13 مليون مسافر سنويًّا.
وتُعتبر مدينة خميس مشيط التابعة لمنطقة عسير المدينة التجارية والصناعية الرابعة على مستوى السعودية، كما يمكن أن تقفز المدينة إلى المرتبة الثالثة في حركتها التجارية والصناعية، وخصوصًا في ظل وجود مباحثات لإقامة مدينة صناعية بمحافظة طريب التي تبعد عن خميس مشيط 40 كيلو.
مصيف السعوديين والخليجيين
تُعتبر المنطقة من أهم المصائف في السعودية، والأكثر جذبًا للسياح الخليجيين والسعوديين نظير طبيعتها الجغرافية والمناخية. ويمكن تحويل المنطقة عبر الاستثمارات السياحية والفندقية والترفيهية؛ لتكون الأولى سياحيًّا على مستوى الخليج والدول العربية.
إن أجواء عسير تتحول إلى ربيع بارد مع وهج الصيف وحرارته، ويرسم فيها المطر بألوان الطبيعة لوحات جمالية من الشلالات تزامنًا مع توافد جموع عالية من المصطافين مع بدء الإجازة الصيفية؛ للاستمتاع بسياحة تميل للطابع الشتوي مع هطول زخات من المطر شبه يوميًّا، وتدني مستوى درجات الحرارة في موسم حر شديد، تعانيه بعض مناطق السعودية.
وتتنوع تضاريس عسير بالجبال الشاهقة والسهول المنبسطة، وسواحلها البحرية الجميلة والغنية بالمناظر الطبيعية الخلابة؛ فهي بالفعل لوحة ساحرة بألوانها الطبيعية.
وتمثل الجزر البحرية أحد العوامل التي تمتاز بها المنطقة، بوجود جزيرتَي كدمبل والبرك ذواتَي الطبيعة الساحرة.
ومن بين المواقع السياحية الواعدة مشروع ساحل عسير البحري الذي شارف على الانتهاء؛ إذ يتضمن واجهة بحرية في الحريضة، سترفع كثيرًا من فرص السياحة الشتوية في سواحل عسير الدافئة.
مواقع تاريخية وتراثية
يوجد بمنطقة عسير مواقع تاريخية وتراثية عدة، بعضها يعود للحقبة ما قبل الإسلام، منها طريق الفيل الذي ارتبط بقصة أبرهة الحبشي الذي سار بنية هدم الكعبة، إضافة إلى طريق التجارة القديم القريب من ظهران الجنوب، وطريق الحجاج الذي يمر عبره حجاج اليمن قرب مدينة جرش في محافظة أحد رفيدة.
كما تحوي المنطقة عددًا من المتاحف والمواقع الأثرية، منها موقع جرش الأثري في محافظة أحد رفيدة، الذي يحتوي على بقايا مبانٍ ضخمة، بعضها من الحجارة، وأخرى من الطين. كما تضم معثورات يعود تاريخها إلى الفترة ما قبل الإسلام والفترات الإسلامية المتعاقبة وصولاً إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
ومن المواقع الأثرية قلعة الجعيفرة وآثار جاش بمحافظة تثليث، وآثار صنم ذي الخلصة ببيشة، إضافة إلى عشرات الآثار في بيشة، وقرية آل الخلف التاريخية في سراة عبيدة، ومتحف تنومة، ومتحف رجال ألمع، إضافة إلى أكثر من 30 متحفًا آخر.
تنوُّع بيئي وجذب زراعي
ويُعد التنوع البيئي الذي تشهده منطقة عسير عبر امتدادها الجغرافي أحد أهم مميزاتها الطبيعية التي تسعى منظمات الدولة للمحافظة عليها وتنمية جميع مواردها الطبيعية المتنوعة بالمنطقة.
وتعيش المنطقة بشكل كامل حالة زراعية مميزة؛ إذ يعيش سكان المنطقة في الأغلب على الزراعة نظير خصوبة تربتها وجودتها. وتعيش الزراعة في المنطقة على الأمطار الموسمية التي تهطل باستمرار طيلة العام دون انقطاع.