جون ريه
لا تضع حالماً في قسم الحسابات،
ولا تضع المغرمين بالتفاصيل في التخطيط الاستراتيجي...
يقال
في اجتماع العائلة الأخير، مارست ابنة أخي ذات التسعة سنوات هوايتها في الرسم مستخدمة مجموعة ألوانها الجديدة فرسمت مجموعة من الحيوانات على قصاصات الورق التي وجدتها في الغرفة. كان أول حصان رسمته رائعاً بألوانه الممتزجة بين الأزرق والأصفر والأخضر، وكان راكعاً في حقل من الحشائش الطويلة... هذا جيد، ولكن ما علاقة كل هذا بالإدارة؟ في الحقيقة العلاقة وثيقة...
الاهتمام والتحفيز
تابعت الصغيرة الرسم فأخرجت لنا عدداً من الأحصنة ، بألوان وظلال فنية مختلفة، ووزعتها بين جديها وعمها. كنت معجباً بالتوازن اللوني في لوحاتها، كما أنها كانت ترسم الأحصنة بطريقة يبدو الرسم وكأنه حقيقة. وفي وقت متأخر من النهار أعطت أختي واحدة من رسوماتها ، هنا قلت لها مداعباً: "أين لوحتي؟" التفتت نحوي وسألتني ما اللون الذي تريده، واخترت الأحمر.
عادت طفلتنا بعد بضعة دقائق وقدمت لي حصاناً بلون واحد... أحمر، كان حصاناً رائعاً علقته على باب الثلاجة ، ولكنه لم يكن قطعة فنية كتلك الرسومات التي رسمتها سابقاً.
كن دقيقاً فيما تطلبه
هل سبق وأن قمت بهذا في عملك؟ هل تأثرت أو أعجبت بطريقة أداء أحد العاملين لديك في إتمام أحد المشاريع ففوضت له مشروعاً آخر شبيهاً بذلك المشروع، وبعد أن أنجزه وجدت أنه لم يُنجز تماماً كما أردت؟ لماذا حدث هذا باعتقادك؟ ماذا نتعلم من تجربتي مع الصغيرة كمدراء؟
جوانب الخطأ
سيبدو طلبي من الصغيرة ضرباً من المزاح لو لم تترتب عليه نتائج يمكننا الاستفادة منها، وفيما يلي الأخطاء التي ارتكبتها عندما طلبت منها القيام بأمر ما:
- لم أوضح لها مواصفات المنتج النهائي
- لم أخبرها بالأشياء التي أعجبتني في تجاربها السابقة
- لم أُشركها بالتخطيط
- لم أراقب تقدمها في العمل
- لم أحدد جدولاً زمنياً
- لم أحفزها بشكل فعال لتقدم لي أفضل ما بجعبتها.
الشيء ذاته ينطبق على الأفراد الذين يعملون معك.
إذا أردت منهم أن يقدموا لك أفضل ما عندهم عليك أن تزودهم
بكافة المعلومات التي يحتاجها نجاحهم بالمهمة.
دعهم يعرفوا ماذا تتوقع منهم، أن يعرفوا المقياس
الذي سيستخدم لتقييم عملهم كعمل ناجح.
دعهم يشاركوا في التخطيط، حفّزهم ليقدموا الأفضل.
التحفيز والمتعة
كلنا يقدم الأفضل في الأشياء التي يستمتع بالقيام بها. فأنا مثلاً دخلت حقل الإدارة لأن باستطاعتي أن أقوم بالتخطيط والتوجيه الذي تحتاجه. وأبليت بلاء حسناً في الإدارة لأنني أمضيت وقتاً وأنا أمارسها، وأمضيت وقتاً وأنا أمارسها لأنني أستمتع بممارستها.
إذا كان لديك أفراداً اجتماعيين ومنطلقين يحبون علاقات الصداقة، فلا تضعهم في الغرفة الخلفية حيث يمضون سحابة نهارهم في جمع الأرقام عما قريب سيشعرون بالملل، ثم يبدؤون يرتكبون الأخطاء، وفي النهاية يطردون من العمل أو يتركونه بمحض إرادتهم...
لا تضع الخجولين والانطوائيين في قسم المبيعات
وتكل إليهم إجراء الاتصالات، ستكون اتصالات باردة
... سيكرهون العمل ولن يحققوا لك أي أرباح.
ولا تضع حالماً في قسم الحسابات،
ولا تضع المغرمين بالتفاصيل في التخطيط الاستراتيجي...
جوانب الصواب
بالرغم من أن رسم الصغيرة لم يأت تماماً كما أردت
إلا أنه في النهاية كان رسماً جميلاً. النقاط التالية
هي الأشياء الصحيحة التي قمت بها
عندما تقدمت بطلبي للصغيرة:
- أخبرتها بأنني أريدها أن تفعل شيئاً
- أخبرتها بأنني أحببت تجاربها السابقة – رسوماتها.
- تفاديت إدارتها بشكل محرج
- شكرتها على الإنجاز الذي قامت به.
جرب ذلك بنفسك
بعد أن تفوض عملاً ، ويخرج العمل أقل مما أردت، انظر:
- أولاً إلى ما ارتكبته من أخطاء في طريقة طلبك للعمل
- ثم انظر إلى الأخطاء التي ارتكبها الموظف في إنجازه
- أخبره بالجوانب الجيدة والصحيحة التي قام بها،
وأنك تقدر له جهوده في العمل
- في النهاية خذ بعضاً من الوقت في
تأمل الجوانب الإيجابية التي كان لك دور
فيها بإنجاز المشروع.