ظلال حافية - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 




قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 01-27-2018, 10:24 AM
كبرياء أنثى غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 352
 جيت فيذا » Sep 2014
 آخر حضور » 07-19-2018 (11:46 AM)
آبدآعاتي » 70,454
 حاليآ في » في قلب من احب
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » كبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond reputeكبرياء أنثى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

mms ~
MMS ~
 
افتراضي ظلال حافية





ينحدر الدرب كأنه اليقين، باتجاه ﻧﻬر يلتف بقوس مفتوح، حول الجهة الغربية من البلدة الصغيرة، كثيرة الناس، قليلة الوجدان، يتدفق بقوة، ثم ينساب بما بقي منه نحو الأراضي المنخفضة..
الشابة التي قطعت طرقاتِ الضيعةِ، كانت كحيلًة، ببشرة قمحية، وقدّ متناسق، تلبس فستانًا واسعًا مزركشًا، كأنه حديقًة ربيعيًة، بزهور صفراء وحمراء وخضراء، تلف خصرَها النحيل بزنّار جلدي، تَظهر أصابعُ قدميها الطويلة، من مقدمة نعلها الخفيف، تلم شعرها بمنديل معقود إلى الخلف.
كانت تشبه باقي الصبايا، لكن أحدًا لم يعرفها. ُأشيع بأﻧﻬا طفلة الماء التي انزلقت من بين فخذي أمها، فعّمدها النهر، وسحبها معه منذ سنوات كثيرة، الآن رجعت.. لكنها مجرد إشاعة كغيرها.. لا يمكن تصديقها، ولا تكذيبها.
كانت تمشي مثل الغرباء، بشرود تام، خطوات تتسع ولا تستعجل، تتبع إشارات الدرب والحصى، ورغم أﻧﻬا بلا خريطةٍ ولا دليلٍ، إلا أﻧﻬا لم تسأل أحدًا، ولم تلتفت. كانت تسترشد بظل أثار حفيظة أهل الضيعة، الذين فقدوا ظلالهم منذ أمد بعيد، مدّعين، للتخفيف عن أنفسهم، أن الظل شيءٌ يكاد لا يرى، مخلوقٌ من ريح عابرة، أنه ليس سوى انعكاسٍ تافه غير مهم، حتى إﻧﻬم ما عادوا يتذكرونه.
صبية ترافق ظلها؛ وفي هذا الوقت من النهار؛ كان أمرًا يخالف قوانين الضوء ومنطق الشمس التي أثارها التحدي فازدادت نزًقا، صارت ترسل المزيد من لهبها وضوئها بحدة صيفية جعلت حبيبات العرق تتر وتلمع فوق الوجوه المتعبة، والجباه التي تجعدت.
فجأة أشار نحوها طف ٌ ل حاف كان يلعب الكرة:
"إﻧﻬا الساحرة.. رأيت صورﺗﻬا في كتاب المدرسة.. تعالي العبي معي."
رمقتها امرأٌة تلبس تنورة غجرية، وتلطخ فمها بأحمر قرمزي، وقالت بسخرية:
"ليست سوى فتاة عادية بنهدين متهدلين.. ومن المؤكد أﻧﻬا ذاهبة صوب النهر، لتغسل ثياﺑﻬا الوسخة." ثم أشاحت وجهها بقرف.
أبعد رجل أشيبُ، كان يقحُّ طوال الليل، مبسم نرجيلته عن شفتيه، وقال: "إﻧﻬا على موعد غرامي عند ضفة النهر، مثل أزواج الحمام يلتقون هناك، يتراشقون بالماء، يثيرون زوابع الضحك والفجور..
جيل بلا حياء، قصف الله عمرها".
تساءلت طفلة وهي تفلت يد أمها:
"- انظري إليها يا أمي، إﻧﻬا ذاهبة لتسبح، لماذا لا تتركيني أذهب معها، لماذا تمشي وهذا الشيء الطويل يجري أمامها؟.
- إنه ظل لاأكثر.
- ما معنى ظل ؟..
لكن أمها شدﺗﻬا من كمها مبتعدة، وهي تقول: "هواء.. ريح سوداء، لا ﺗﻬم أحدًا".
أطلَّت زوجٌة سمينٌة من نافذة بيتها الواطئ، وصرخت:
"كم يبدو عليك الغباء أيتها الفتاة ؟.. من المؤكد أنك ستضلين طريقك وأنت تتبعين هذا الشيء، ولن ينفعك بعدها الندم.."
أفاق رجل، كان ينام تحت الجدار، من س ْ كره مذعورًا، وقال:
"هذه هي المرأة المدهشة التي زارتني في الحلم، أريد أن أتزوجها."
إمام الجامع الذي نزل عن المئذنة، وبين أصابعه تدرج حباتُ السُبحة، قال متأفًفا:
"إﻧﻬا من علامات الساعة.. امرأٌة تعكس ظلها و تستهدي به طريقها، يا لطف الله، يا جبار.. يا حفيظ.. احفظنا من آخر الزمان.. زمن يأجوج ومأجوج."
عسكريٌ عابسٌ يقف أمام باب المخفر، قال:
"سأكتب تقريرًا عنها.. لابد أﻧﻬا من المطلوبات للعدالة.. وجهها وجه مجرمة"
توقفت عجوز تبيع الخضار عن ندائها، تمتمت بصوت خفيض:
"ستعيشين وحدك، وتموتين وحدك، لن يسأل عنك أحدٌ، بظل أو بلاظل، ما الفرق؟."
المتسول الذي كان يحشو جيبه بالخبز اليابس، اقتطع لقمة بأسنانه، ومد يده نحوها بالباقي.
أما ﺑﻬلول الضيعة، فما أن لمحها حتى أجهش بالبكاء.
الضوضاء والتكهنات والأسئلة التي تساقطت من الأفواه لم تكن تبحث عن إجابة، كما أﻧﻬا لم تجعل البنت الغريبة تلتفت. كانت مأخوذًة بعالمها كأﻧﻬا روح غريبة لا تسمع، شاردًة، والأحلام الطازَجة تتبعها.. استمرت تمشي بخفة تكاد لا تلامس الأرض..
عبرت البيوتَ المكشوفَة، الحكاياتِ العتيقَة، الساحَة المزدحمَة، الدكاكين، البضائع، النوافذ المفتوحة وتلك التي ُأغلقت بالمسامير، الأشجار التي تعبت من طول وقوفها، البراعم المترددة، الضحكات، الأسئلة، الغضب، أهلها الذين لا تميزهم.
كانت تنظر أمامها دون إلفة، لم يبد أن شيًئا مما حولها يهمها.
لكنها توقفت حين سمعت صوت مكابج بعدها تعالى صوت زمور متتابع.
طار شرر من تحت عجلات حافلة كادت تدوسها.
زعق السائق، وقد بانت أسنانه المنخورة، ولوزات حلقه الحمراء:
"عدتِ لنبتلي بك.. لا ينقصنا مصائبٌ.. كنا مرتاحين من دونك أيتها الخرساء الصماء."
رعشٌة مفاجئٌة، وريح طارئة عبرت جسدها.. انكمشت.. ضمت أطراف ثوﺑﻬا.
سمعت كما سمع الجميع نداء يأتي من بعيد.
تسمروا في أماكنهم دون حراك، وحدها بدأت تركض، باتجاه النهر، فاتحة ذراعيها مثل طير يطير



/ghg phtdm




 توقيع : كبرياء أنثى


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حافية, ظلام

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في ظلال القرآن اريج المحبة المكتبة الاسلامية ▪● 16 03-09-2016 11:03 AM
حافية القدمين طيف الامل آنوثـہَ طآغيـہَ ▪● 17 09-01-2015 10:31 AM
الفلاش :ظلام×ظلام شموخ وايليه الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● 21 12-17-2014 10:03 AM
حافية الا من الشوق لحن الحياة هذيان الروح ▪● 14 05-22-2014 02:53 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 11:40 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM