العقل في أعلى درجات صفاءه ، يقترب كيانه من كيان الروح التي إنبثق عنها .
الحياة العقلية في البشر تنبني على إحساسات كل فرد ، وعقل الإنسان هو غاية تطور العمليات الروحية التي تبعث الحياة في الطبيعة قاطبة .
جوهر العقل موجود في كل مكان في الكون ، وكميته ثابتة لا تنقص ولا تتغير ، وإن كانت كالمادة والطاقة تظهر في مظاهر متعددة نتيجة وجود مركبات جديدة بنسب مختلفة منه .
الكهرباء في صورها اللطيفة العليا ، ذات طاقة ومقدرة توحي للأنسان إنها تكاد أن تعقل ، لشدة ما تقترب من الحد الفاصل بين الطاقة والعقل .
جوهر العقل لا يمكن معرفته إلا على أنه أفكار أو قوة الفكر .
المادة كما ندركها بحواسنا نتيجة الفكر ، والفكر هو العقل في حالة العمل والعمل وليد الطاقة ، والطاقة ثمرة جوهر العقل … إذن المادة في الحقيقة هي العقل والعقل هو كل شيء … كل شيء في الدنيا أصله الفكر .
عقل الإنسان أو قوته العاقلة فيها أسرار الكون كلها .
العقل يدرك نفسه وما قبله من طاقة ومادة ، أما ما يحيط به ويسمو عليه ، فإن معرفته وإدراكه يقفان عنده … عند المطلق.
مادة المخ ما هي إلا الأجهزة المادية التي يستعملها جوهر العقل ليظهر عن طريقها .
جوهر العقل نوع رفيع من الطاقة وهو كالطاقة نفسها يظل سلبياً ساكناً بلا حركه " إنه لا يتحرك إلا إذا تكونت الأفكار فيه ، فيتحد حينئذ بالحركة .
كل العقول متصلة ببعضها البعض ، وهي جميعها متصلة بجوهر العقل ( العقل العام ) وهو لا ينفصل عن بعضه بوجوده مجزئا في الأفراد أكثر مما ينفصل الأثير عن بعضه في الأجسام المنفصلة المتباعدة ، أو كالطاقة إذا ظهرت مقسمة في حركات الأفعال المتباينة .
قرر علماء النفس والكيمياء ، أن العقل اللاواعي في الإنسان متصل بين كل الناس ، كالمياه الجوفية تتصل ببعضها ، وإن بدى كل بئر ارتوازي مستقلاً عن الآخر .
لا يوجد شيء ميت في الكون ، لأن الكون حي جميعه .
النفس البشرية تستطيع أن تستمد من العقل الكلي ما فيه من علم بكل شيء ، وهذا ما يتمتع به الأقطاب على حسب ما بلغوا من درجة ومكانه .
في كل منا من المطلق الروح … إنها قطرة من المحيط المطلق الغير محدود .
المطلق لا يمكن أن يكون وحيداً ، ولذلك فإنه يفيض أنفساً من ذاته ( أفلوطين ) .
في العقل البشري علم العقل العام في حالته الكامنة .. عقل كل فرد فيه معرفة الكون كلها … وتحليل ماء المحيط ، لا يتطلب سوى تحليل قطرة منه ، وعقل الإنسان يستطيع أن يحصل على ما في جوهر العقل من معرفة وأن يستقبل كل ذبذبات العقل الكلي … فكل قطرة فيها ما في الكل من خواص .
يمكن استخدام العقل في تشكيل المادة بواسطة الطاقة، وبذلك تتكشف أموراً تبدو للرجل العادي معجزات ، لكنها تدخل في نطاق الأسباب والمسببات ، نطاق الممكن المعقول ، لا إعجاز فيها ولا مستحيل .
النفس مركز الوعي .. فيها القبس الإلهي تحوط به حجب ، وهذه الحجب على درجات وأشكال من جوهر العقل والطاقة والمادة .
جوهر العقل الفردي نفسه بصوره المتعددة ، تحوطه طبقة من المادة تحجبه عن العقل الكلي إلى حد ما.