اعتدنا دائمًا أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم هم من يروون الحديث
عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن نحن اليوم
أمام حالة استثنائية مع واحد من الصحابة الأبرار تعرض لأمر عجيب،
حيث رأى في احدى سفراته
المسيخ الدجال، وعاد فأخبر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بقصته فروى عن الحبيب
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هذه القصة.
وحدث أن هذا
الصحابي كان في سفرة له وركب في سفينة بحرية مع ثلاثين
رجلاً من قبيلتي لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر،
حتى وصلوا إلى جزيرة جلسوا فيها فمرت عليهم دابة عجيبة
الشكل وكثيرة الشعر وتكلمت معهم ثم أرشدتهم إلى كهف فيه
المسيخ الدجال،
فذهبوا إليه وتحدثوا معه وأخبرهم أنه أوشك على الخروج.
إنه
الصحابي الجليل تميم الداري،
الذي كان راهبًا مسيحيًا ثم أسلم،
ووفد إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السنة التاسعة
للهجرة من فلسطين مع جماعة من قومه، وكان تميم الداري
رضي الله عنه كثير العبادة وقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم.
أما
الذي رواه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن تميم الداري
من أمر الدجال، فحديث جاء في صحيح الإمام مسلم وغيره من كتب الحديث،
عن فاطمة بنت قيس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جاء ذات يوم مسرعًا فصعد المنبر ونودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس،
فقال: "يا أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة،
ولكن تميم الداري أخبرني أن نفرًا من أهل فلسطين ركبوا البحر فقذف
بهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة أشعر لا يدري
ذكر هو أو أنثى لكثرة شعره، فقالوا: من أنت، فقالت: أنا الجساسة،
فقالوا: فأخبرينا، فقالت: ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم،
ولكن في هذا الدير رجل فقير إلى أن يخبركم وإلى أن يستخبركم،
فدخلوا الدير فإذا هو رجل أعور مصفد في الحديد، فقال: من أنتم؟
قالوا: نحن العرب، فقال: هل بعث فيكم النبي؟ قالوا: نعم،
قال: فهل اتبعه العرب؟ قالوا: نعم، قال ذاك خير لهم، قال: فما فعلت فارس
هل ظهر عليها؟ قالوا: لا، قال: أما أنه سيظهر عليها، ثم قال: ما فعلت عين زغر؟
قالوا: هي تدفق ملأى قال: فما فعل نخل بيسان هل أطعم؟ قالوا: نعم أوائله،
قال: فوثب وثبة حتى ظننا أنه سيفلت، فقلنا: من أنت؟ فقال: أنا الدجال،
أما أني سأطأ الأرض كلها غير مكة وطيبة، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أبشروا معاشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها
عليه الصلاة والسلام ...
شكرا لمتابعتكم