تعتبر مرحلة الطفولة من أكثر المراحل العمرية التي تشكل شخصية الإنسان وتكمل نموه وترسم ملامح شخصيته. فهى المرحلة التي يتشكل فيها عادات الإنسان وإتجاهاته وعواطفه وميوله تجاه البيئة المحيطة به في كافة النواحي الصحية
والتربوية والإجتماعية، كما تساهم خبرات الطفولة في تشكيل شخصية الفرد داخل المجتمع وهذه الخبرات المسئول الأول عنها
هما الوالدان فهما اللذان يحددان الشخصية المستقبلية للطفل ثم تتولى المدرسة الأمر مع الوالدان ثم يكون الدور الثانوي
في هذه التربية للمحيط الإجتماعي، لذلك يجب على الوالدان أن يقوما بتربية طفلهما على أكمل وجه وتجنب عدد من التصرفات الخاطئة
التي تدمر شخصية الطفل منذ صغره، وفي هذا المقال سوف نستعرض عدد من التصرفات الخاطئة التي يجب تجنبها أثناء تربية الطفل.
تعد السخرية الدائمة من تصرفات الطفل من أكثر الأمور التي تشكل شخصية غير سوية من الناحية النفسية وبالتالي ميلاد
شخص غير قادر على التعامل مع البيئة المحيطة به، كما أن إجراء حوار مع الطفل بشكل غير لائق يؤدي إلى قتل أي موهبة
يتمتع بها الطفل وبالتالي تجعله يقوم بتصرفات عدوانية بالإضافة إلى قتل كافة إهتمامته وميوله وخلق طفل يهاب كل من حوله
ولا يتمكن من فتح حوار مع أي شخص أياً كان حتى وإن كان أقرب الناس إليه ويصبح الطفل قلقاً وخجولاً متردداً
وغير قادر على أخذ أي قرار في حياته، وبالتالي يخرج للمجتمع شخص يميل إلى الإنطواء والعزلة وغير قادر على تكوين
علاقات إجتماعية لإنعدام ثقته بالآخرين.
2- ترهيب الطفل والتوعد له
هناك بعض الآباء والأمهات يقومون بتربية أبنائهم بإتباعهم أسلوب التهديد والوعيد لإنجاز ما يرغبون في عمله مثل إنهاء الطعام
أو تنفيذ أي شئ آخر، فهذا الأمر يعد من أكثر الأمور التي تخلق شخصية مهزوزة ومضطربة وغير قادرة على إتخاذ أي قرار في الحياة
فالآباء لا يعلمون خطورة هذا الأمر فالخوف الذي يزرعونه في قلوب الأطفال يستمر معهم حتى الكبر لأنهم يدركون مع مرور
الوقت أن الشخصيات التي كانوا يخافون منها ليست من الواقع مما ينتج عنه عدم الثقة في النفس مع إستمرار الرهبة
من هذه الأشياء مهما تقدم بهم العمر، ونجد في واقعنا الكثير من الأشخاض الناضجين يخافون من الذهاب إلى الطبيب وأخذ الحقن
وذلك نتيجة تخويفهم من هذا الأمر منذ الصغر، لذلك يجب تجنب تخويف الطفل وترهيبه والتوعد له تحت أي ظرف من الظروف.
3- ترك الطفل للألعاب الإلكترونية لفترة طويلة
تشكل الألعاب الإلكترونية خطراً بالغاً على عقل الطفل وتساهم بشكل كبير في تدمير أي موهبة له لأنها تعمل على جذب
كافة إنتباهه وتركيزه وغير قادر على فعل أي شئ آخرفي حياته إلا اللعب بهذه الألعاب فقط لا غير وعدم وجود فرصة له
من أجل الإبداع، وللأسف هذا الخطأ الفادح هو خطأ الآباء والأمهات فكثيراً منهم يقومون بترك مثل هذه الألعاب لفترات
طويلة حتى يتمكنوا من إنجاز مهامهم أياً كانت وهذا الأمر يساهم في وقت نمو عقل الطفل شيئاً فشيئاً بشكل تدريجي، لذلك يجب
ترك مساحة ضيئلة للطفل للعب مثل هذه الألعاب وتحت إشراف الأم أو الأب لفترة لا تتجاوز النصف ساعة يومياً.
4- مقارنة الطفل بأقاربه وأصدقائه
تعتبر مقارنة الطفل دوماً بالأطفال أقاربه وأصدقائه من السن ذاته من أكثر الأمور التي تهدد شخصيته وتدمرها تدميراً بالغاً
فنجد في حياتنا كثيراً من الآباء والأمهات يقومون بمقارنه طفلهم من الأطفال الآخرين ظناً منهم أن ذلك يعد حافزاً قوياً لهم
ليصبحوا أفضل ولكن هذا الامر يدمر شخصية الطفل ويجعل غير واثقاً في نفسه وغير قادر على إتخاذ أي قرار مما يخلق
شخصاً بائساً ومحبطاً لا يستطيع إنجاز أي مهمة في حياته فهو مجرد تابع للأحداث التي يمر بها ليس أكثر، لذلك
فمن الضروري عدم مقارنة الطفل بأي طفل آخر لتجنب هدم شخصيته وتدمير ثقته بنفسه.
5- ضرب الطفل دون سبب
يرى الكثير من الآباء والأمهات أن ضرب الطفل يساعد على تربيته تربية سليمة ويخلف منه طفلاً مهذباً على درجة كبيرة
من الإحترام، ولكن للآسف هذا الأمر ليس صحيحاً مطلقاً فضب الطفل وتعنيفه يخلق طفلاً خائفاً مهدداً طيلة حياته
هذا بجانب التأثير السلبي على جسده وخلق علامات تترك آثراً سيئاً في نفسية الطفل، هذا بالإضافة غلى العنف اللظفي
فكثيراً من الآباء يعرضون أبنائهم إلى العنف اللفظي وغالباً من يكون ذلك بسبب تعرضهم في الصغر إلى الأمر ذاته وهذا يجعلهم
ينجبون للمجتمع طفلا يعاني من الأمر ذاته بالإضافة إلى القلق والإكتئاب، لذلك يجب أن يقوم الوالدين بإبداء
النصح لأبنائهم دون اللجؤ إلى العنف أو الضرب أو الإهانة.