فأر السجين - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 




قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-30-2017, 08:10 AM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 
 عضويتي » 1189
 جيت فيذا » Mar 2016
 آخر حضور » 12-27-2024 (07:30 PM)
آبدآعاتي » 946,247
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع naser
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 
جديد1 فأر السجين





تحتل جيوش الظلمة الحالكة كل أرجاء المكان، دون بقعة ضوء صغيرة يبعثها مصباح صغير خافت بنهاية الرواق تحارب من أجل البقاء وأثبات الوجود، كأنه فنارٍ قديمٍ وبعيد يرشد سفن تائهة وسط محيط متلاطم الأمواج أثناء عاصفة هوجاء، ينشر الأمل ويبشر بوجود شواطئ اليابسة.
بين طنين البعوض بعد صمت البكاء المرير والأنين داخل زنزانات انفرادية متلاصقة، أخذ يقضم من كسرة الخبز قطعاً صغيرة وكبيرة ويرميها فوق كومة الفتات المتعفن التي يكسوها التراب والنمل قرب فتحة الجحر بزاوية الحائط، وهو يترقب خروجه بفارغ الصبر.مرت أيام طويلة لم يره فيها يبحث عن الطعام بأرجاء الزنزانة، ثم أصيب بصدمة وأخذ يتفصد العرق من جبهته بعد أن تخيل موته بسم قاتل أو ضربة غادرة وحاقدة من أحد السجناء أو السجانين، ربما قد قرر الهجرة لمكان أخر لينعم بالحرية. بعد فترة قلق ممزوج باليأس، وهو ممددٌ على الأرض ومبحلق في السقف سمع دبيباً وصوتاً ناعماً كأنه صئي عقرب، ها قد خرج أخيراً من جحره يمشي خطوات حذرة ليتوقف بعدها يرصد المكان تحسباً لأي خطرٍ محتمل، يشم الأرض بأنفه الوردي الصغير المزروع بين شوارب طويلة ليقوده باتجاه مكان الطعام. رفع راسه ليرى الرجل فتسمر بمكانه وأصابته الحيرة بين أن يقصد الغذاء ويستمتع بتناوله والجوع واضح على جسده النحيل وأضلاعه الصغيرة الناتئة رغم الخطر المحدق به فقد يقع في فخٍ لا يعلمه، وبين الهرب لمخبئه ليبيت ليلته وهو يحارب الجوع بسلاح الصبر.بعد وهلة ترقب ركض مسرعاً ليعض قطعة الخبز بأسنانه المدببة ويعود لمكانه مثل لمح البصر، ربما قال لنفسه " فاز باللذات من كان جسورا" أو كانت تتوجب عليه المخاطرة وتحمل كل النتائج فقد تكون هناك بطوناً جائعة تترقب عودته.رمى قطعاً جديدة قرب قدميه فخرج يدنوا بخطوات واثقة ثم أكل باطمئنان دون خوف هذه المرة، بعد أن تعرف على صاحبه السجين القديم الذي يطعمه ويبقى يحدثه لساعات دون ملل منذ سنوات.ما الذي تفعله بهذا المعتقل البائس الكئيب الملوث بالحزن والموبوء بالألم، كيف قررت أن تسجن نفسك فيه وارتضيت لأبنائك الحبس الاختياري دون ذنب ارتكبوه، لماذا لم ترحل بعيداً وتسكن إحدى الحدائق أو المزارع أو الغابات حيث الشمس، الماء، الهواء النقي، طعم الحرية، ربما هو ليس ذنبك فقد ولدت بهذا المكان الضيق الظالم الموحش ليصبح عالمك المحدود الذي تربيت فيه ولا تعلم بوجود أرضاً شاسعة.ألا تدري بأن هناك شمساً تشرق كل صباح فوق فضاء واسع مفتوح بلا حدود من حقول حنطة ذهبية وفيرة الطعام، وأشجار تزقزق فوق أغصانها العصافير، وسواقي تسقي أزهار ملونة تتناقل فوقها الفراشات، هناك حياة علينا الاستمتاع بجمالها والتخلص ممن يحاول تشويهها حتى وأن تطلب الأمر التخلي عنها وقبول بمساحة الزنزانة ضيقة، لتبقى مزدهرة لأجيالنا القادمة. تنتشرون في كل بقعة من مناطق العالم وبالملايين، يعتبرونكم حيوانات ضارة لأنكم تنقلون عشرات الأوبئة الفتاكة للبشر، لكن لولاكم لما تمكن العلماء اكتشاف مئات العقاقير الطبية التي تشفي الناس من الأمراض القاتلة على مر العصور، بذلك يكون فضلكم علينا أكثر بكثير من أضراركم بعالمنا.هل تعلم بأن هناك مَن يقدسكم ويحرم قتلكم حيث تمرحون بمطلق الحرية بأرجاء معبد الهة الموت الهندوسية " كارني مارتا" في ولاية راجستان، حيث يتواجد هناك عشرون ألف منكم يقدم لهم الحليب والماء ومختلف الحبوب ولب جوز الهند بأواني معدنية، ويقوم الأغنياء بتكفل رعايتكم ويتبرك العديد منهم بالأكل من طعامكم بالصحن نفسه طلباً للمغفرة، لماذا لم تفكر بالذهاب إلى هناك حيث الفردوس حتى وإن فشلت في الوصول، ستموت وأنت تحاول. لكن أعتقد وجودك هنا أفضل من ولادتك بحقل أحد المزارعين، فتحفر الأنفاق من اجل إيواء عائلتك فتدمر بذلك مزرعته وتأكل محاصيله كي تعيش وابناؤك للحفاظ على نوعك وتحرص على استمرار سلالتك من بعدك كما يفعل البشر، ليناصبك العداء ويحاول التخلص منك وكل افراد جنسك بكل وسيلة لأنك في نظره مجرد حيوان قارض ضار ومؤذٍ يجب الخلاص منه.أتعلم كم كنت حاقداً على أسلافك عندما كنت صغيراً، أعذرني يا صديقي فقد أفنيت حياتي وأنا ابحث عن سبيل للتكفير عما فعلته بكم من جرائم حتى حاولت أن اصنع من هذه الزنزانة معبد " كارني مارتا" بالنسبة لك، فلم أكن سوى طفلاً لا يعلم شيء ولم يمنعني أحد من اقتراف السوء بكم، وجدت الجميع يكرهونكم ويحاولون التخلص منكم ففعلت كما يفعلون دون إدراك.دعني اخبرك سراً مرت عليه سنوات طويلة، حيث كنت طفلاً ترعرعت في بستان كان جدي يجبر الجرذ من أقاربكم على القفز من أعلى النخلة الشاهقة بعد أن يحاصره بسكين النخيل الطويلة الحادة ويقطع السعف تحت أرجله، فينفخ نفسه بالهواء بطريقة عجيبة ويتحول لكرة رمادية تهبط للأرض ببطيء لأستقبله مع بقية الأطفال بضربة قاسية من كربة النخيل تفقده وعيه لفترة قصيرة ولم تقتله، ثم تبدأ بعدها رحلة عذابه البشعة حتى الموت والتي يتمنى معها لو أنه مات منذ الضربة الأولى لينجوا مما سيراه لاحقاً. يرمي الفأر الطعام من يديه ويهرب راكضاً باتجاه مخبئه بعد سماعه صوت مزلاج باب السجن يفتح بقوة، ليدخل رجلين ضخمين مفتولي العضلات، ليسحبوا الرجل من فراشه بقوة ويقتادونه معهم للخارج، ويتركوا الباب مفتوحا خلفهم لأنها خاليةٍ من السجين.بعد مرور ساعات الليل ارجعوه لمكانه فاقداً للوعي عاري الجسد ينزف الدماء من كل جانب، حرك جفنيه والتقط أنفاسه بعد أن سقط على وجهه شعاع نور الشمس الرفيع المنبعث من الشباك الصغير أسفل السقف.ما أن فتح عينيه حتى رآه يقف قرب رأسه ينظر اليه بعينيه الجاحظتين ولم يهرب منه ربما لأنه يعلم بأنه يئن من الوجع ولم يمت بعد، ويعرفه ضعيفاً ولا يقوى على الحركة. أخذ يبوح له بصوت مبحوح غير مفهوم أو يخاطره دون صوت كيف عذبوه عذاباً تمنى الموت للخلاص من آلامه، كان الجلادون جرذان رمادية عملاقة وأسنان طويلة حادة وعضلات بارزة، ضربوه ضرباً مبرحاً بلا رحمة أستحضر معها ضربته للجرذ التي تفقده وعيه.ثم سحلوه ليغطوا رأسه بدلوٍ مملوءٍ بالماء يصل فيها حد الموت قبل أن يخرجونه لثوانٍ ويعيدونه مرة أخرى، تذكر القفص المصنوع من الأسلاك المعدنية عندما كان يربطه بحبل ويرميه بماء النهر ويخرجه كل دقيقة قبل أن يغرق الجرذ بداخله، ويعيد الكرّة عشرات المرات دون ملل أو كلل.اخذ يئن وهو يستشعر ثقوباً عميقة بجسده يسيل منها الدم بغزارة فوق الأرض، فقد غرزوا بجسده أبراً طويلة اخترقت اللحم ووصلت للعظم وهو يصرخ من الألم دون رحمة، كان يعذب الجرذ بإبرة من سعف النخيل وهو محبوس لن تستطيع الفرار حتى ينفر الدم منه فوق فرائه بغزارة وهو مطرب على صوت نهيزه.لقد أحرقوا جسدي يا صديقي بعد أن أجلسوني فوق جمرات متوهجة ولم يرفعوني عنها حتى شممت رائحة لحم جسدي المشوي وهم يضحكون ويتلذذون بعذابي كما كنت أفعل بكم أيام الطفولة، عندما أضع أحدكم داخل القفص فوق النار التي أوقدها من الحطب ليتسلق الأسلاك ويتعلق بالأعلى محاولاً الهرب من لهيب النار دون فائدة، ولن أبعده عنها قبل أن أشاهد الدخان يتصاعد من فروه بعد احتراقه وتحوله للأسود الداكن.اليوم مررت بكل ما مررتم به في السابق، وكتب عليَ عذابكم ودفع ثمن خطيئتي بعد انتقامكم مني بأيادي أبناء جلدتي، لكني بريء مثلكم لم أفعل شيئاً سوى أني سعيت لتوفير القوت لأبنائي واستمرار نسلي كما تفعلون.لم أقوَ على الحركة وبدأت أشعر ببرودة غريبة وتنمل يتوغل بأطرافي ليصل رأسي وفقدت الإحساس بوجود جسدي، لكني سأبقى على قيد الحياة. هي ليست النهاية بل البداية. ها قد بزغت الشمس من جديد خلف أسوار السجن وحصتنا قليلة جداً من ضيائها فلم تتجاوز شعاع رفيع سيختفي بعد ساعات قليلة، لكنه سيغمر زنزانتنا بالضياء رغم هذه الجدران السميكة، كل يوم دون انقطاع. فراس عبد الحسين




tHv hgs[dk





الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (12-31-2017)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السجين

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة السجين ولويس الرابع عشر .. فصل خياط خياط قصص - روآيات - حكايات ▪● 11 12-13-2017 11:54 AM
فصة السجين ( الثعلب ) . ملاك الورد قصص - روآيات - حكايات ▪● 18 08-14-2017 06:04 PM
المليونير السجين MS HMS قصص - روآيات - حكايات ▪● 24 03-26-2017 01:54 PM
السلطات العراقية تعدم السجين السعودي عبدالله عزام eyes beirut مُوجز آلآنبآء ▪● 24 02-17-2016 10:43 PM
السجين الدوسري يطالب ببراءته وتسليمه مشروعه الهندسي~ فاتن مُوجز آلآنبآء ▪● 15 12-21-2015 04:55 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 10:50 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM