من حائط إلى آخر - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-26-2017, 06:00 AM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
SMS ~
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1189
 تاريخ التسجيل : Mar 2016
 فترة الأقامة : 3102 يوم
 أخر زيارة : 07-16-2022 (01:51 PM)
 المشاركات : 946,201 [ + ]
 التقييم : 72359413
 معدل التقييم : شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 74,601
تم شكره 67,212 مرة في 41,083 مشاركة
افتراضي من حائط إلى آخر






الكاتب :ألان قارو

تعريب :محمد فطومي


من حائط إلى آخر..

كنت هناك من سنين..لا أحد يذكرني.

سقوط الجدار أحدث ضجّة كبيرة ؛ أمّا أنا فأموت بصمت قبالة تلفازي،وحيدا داخل زنزانة وطني المتحرّر.

و أشاهد الأخبار كلّ يوم..كانوا يعرضون كلّ تلك المناظر المحبّبة إليّ و رجالا في سنّي و صبية أيضا يشبهون إلى حدّ بعيد أولئك الذين اختطفوهم منّي.

آه يا خليّة النّحل !..يا خليّتي،أيّتها المصابة بنهم شرس للحياة و لالتهام الأشياء أفضل و أكثر من كلّ مرّة.

كنت وحيدا و كانت لديّ حموضة من ابتلع قطعة من جسمه.

أفكّر في كفاحي كالكثير من أصدقائي،و كلّ تلك الدّماء التي سالت ،و كلّ تلك العائلات التي سُحقت..

ربّاه ،ما الذي اقترفوه؟
***
استقبلتهم في إحدى الصّباحات الجميلة..

طرق عنيف على الباب.رجال بقبّعات من طراز غير مألوف.كانوا صارمين:

"- بما أنّك لم تقبل بأن تتعاون معنا،بالرّغم من كلّ الهدايا التي نلتها،و لأنّ التّهديد لم يكن مجديا معك حتّى حين طال زوجتك و أولادك، فإنّ كلّ شيء قد انتهى الآن.."

"إلى السيّارة سيمون ..وجهتنا المحكمة المتنقّلة"

كلّ هذا لأنّي لم أكن مؤيّدا لحزبهم ، و لم أعضّ رأسي؟ أكان عليّ أن أدفع حياتي ثمنا لذلك؟

كم مرّة صرخوا في وجهي:

أيّها الصّديق ال****،لِم لمْ تقل لهم "نعم"؟

لم يكن بوسعي أن أفعل ، فالمسألة بكلّ بساطة أقوى منّي بكثير و لو أنّي كنت مقتنعا بالـ"نّعم" لقلتها.

حدث نفس الشّيء مع أبي؛ أبي الذي كان دائما يذكّرني:

"- إيّاك أن تنسى يا ولد..لن تصبح رجلا إلاّ إذا تعلّمت أن تقول لا."

و من وقتها و أنا أفكّر به ،و بنضاله من أجل الخير و الحقّ ،دون ميز أو شرط.

في مفكّرة الحرب التي وصلتنا بعد موته في ساحة الشّرف،يعبّر عن ذلك بوضوح:

" إن كنتُ قد قدّمتُ حياتي فمن أجل وطني..و من أجل أطفالي و أصدقائي كي لا يروا الظّلم أو يشاهدوا هذه المجازر."

و لكنّ الغد هو اليوم تقريبا. فما الذي بقي من مُثله الجميلة؟

خرّبوا بلاد أبي،و باعوها مقابل صفقة في البورصة و حبّة منوّم ليبراليّة.

حتّى الكاتوليك أحرقوا أناجيلهم مقابل مقطوعة بيانو.كان عليهم أن يرووا قصّتهم و يعيدوا روايتها ..

كم هي بديعة قصّتهم!

و لكنّهم عوضا عن ذلك أخفوا رؤوسهم في الرّمل كنعامة.

رفيق السّجن كان يؤمن بإلاه آخر عدا العمل كدابّة.و قصّ عليّ كيف أنّ المجتمع الذي يعيش فيه كان عبارة عن كنيسة صامتة حيث لا فقر و حيث النّاس يقتسمون كلّ شيء فيما بينهم.

و لمّا اقترب منّي أحسست بأنّه لم يكن يصطنع الهدوء .

أمّا أنا ففقدت كلّ ترتيباتي منذ ألقوا عليّ القبض؛

زوجتي رحلت مع آخر و لم يعد لي ربّ يشجّعني على التّماسك أكثر.

كنت هناك محبوسا..وحيدا ،و وجها لوجه مع معركتي.

و أحيانا يخطر لي أن أعود بخطواتي إلى الوراء،لكنّها ظلّت مجرّد خواطر ،و أبدا لم تتحوّل إلى قرارات.
***
لمَ أهتمّ لأمرهم إذن،ماداموا قد سمحوا بخداعهم ثانية ؟

و أيّ عصا سحريّة لمستهم فَحَوّلتهم إلى أيتام ظمأى سمّنتهم الدّيمقراطيّة بأرخص ما لديها من سلع؟و جعلتهم يعتقدون أنّ حياتهم تكون أفضل بسقوط الجدار و أنّ باستطاعتهم أن يأكلوا و يمرحوا دون الحاجة إلى القتال مجدّدا.و أنّ الشّهيد مجرّد ميّت.

و وددت لو أنّي زعقت بأعلى صوتي و لكنّ قوّتي خانتني لفرط ما أعطيت.

آه ! يا أصدقائي..يا وطني.. يا إخوتي الذين قُذف بهم في سجن آخر أكثر تعقيدا و فطنة من كلّ السّجون..قد يبدو في ظاهره افتراضيّا ،لكنّه حقيقيّ على كلّ حال،و صحيح أنّكم لستم بداخله لكنّه يسكنكم و تلبسونه طوال الوقت.

لا حاجة لتحبسوا أنفسكم ،دعوا الدابّة تقوم بعملها دون مقاومة و ستتكفّل بالأمر نيابة عنكم.

اسألوها الطّعام و الأمن لو أردتم..ستستجيب لكن

ستطلب منكم في المقابل أن تخرسوا و أن لا ترهقوا أنفسكم بالتّفكير كثيرا.

اليوم رجل و غدا نسخة.

حَسَبَت حساب كلّ شيء..

لم تدع شيئا للصّدفة.

أمّا أنا ،فكان لابدّ أن أمضي سنين طويلة في السّجن لأدرك إلى أيّ حدّ هي قذرة تلك الدابّة.

و كالدّودة تقطع مؤخّرتها فلا تموت و تواصل زحفها،فإنّها تعود ثانية ،بل عادت،و عادت أشرّ من ذي قبل،حاملة معها وعدا بنشر السّلام و السّعادة.

و الكتلة العمياء النّائمة هجمت على الطّعم بغباء ليس له حدود.
***
بقيت وحدي في زنزانتي.فتحوا بابي.لم أُفاجأ،و لم أتحمّس للخروج..

و صرخت غاضبا كالمسعور: سأبقى!

و منذ ذلك اليوم و كلّما سمعت النّشيد الوطني،أو حتّى العالميّ،و رأيت كيف أنّهم جميعا يردّدونه وسط ملاعبهم المهدّدة بالسّقوط في أيّة لحظة ؛ فإنّ كلمة واحدة تضحكني :

(حريّة..)




* ألان قارو :كاتب فرنسيّ مستقلّ(62 عاما) Alain Grot *

له عدّة مؤلّفات في مجال الرّواية و القصّة ،لعلّ أشهرها رواية:

L’EAU D’EPINE
  • |



lk phz' Ygn Nov





2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (12-27-2017),  (12-31-2017)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حائط

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ورق حائط ذوق فاتن جمآل منزلڪَ ▪● 19 09-05-2017 10:49 AM
ورق حائط فاتن جمآل منزلڪَ ▪● 21 12-30-2016 01:20 AM
أروع ورق حائط فاتن جمآل منزلڪَ ▪● 18 11-17-2016 07:42 AM
ورق حائط شموخ وايليه جمآل منزلڪَ ▪● 11 05-22-2016 08:09 PM
ورق حائط~ فاتن جمآل منزلڪَ ▪● 21 03-09-2016 06:27 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:37 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM