كشف مدير الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، في لقاء مع قناة "سي إن إن" الأمريكية أن سبب ظهوره مع رئيس الموساد السابق، أفرايم هليفي، هو للقول إن فلسطين هي القضية الأولى، وإن من مسؤوليتهم الوصول إلى تسوية سلمية استنادًا إلى خطة السلام السعودية (مبادرة السلام العربية)؛ وذلك سبب تحدثه إلى جمهور يهودي في أمريكا، وأماكن أخرى، ولقائه مسؤولين إسرائيليين سابقين.
وأضاف بأن هلفي نفسه حث الحكومة الإسرائيلية على قبول حل الدولتين، والدخول في مفاوضات جادة حيال هذه القضية، مؤكدًا أن من يعتقد أن السعودية ستتعاون مع إسرائيل بينما لا تزال تحتل أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية، إضافة القدس، لا يعرف ما الذي يتحدث عنه.
وقال مدير الاستخبارات السعودية الأسبق إن البيان الملكي وموقف السعودية الثابت منذ قيام دولة إسرائيل في 1948 يناقض الاتهام بأن السعودية وافقت على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس.
وقال: "نحن ندعم بقوة - وكنا كذلك دائمًا - دولة فلسطينية بعاصمة في القدس الشرقية. أمريكا تغيرت منذ كنت سفيرًا، وأسمع هذا من العديد من الأمريكيين بأن بلادهم اليوم ليست تلك التي تركتها سفيرًا في 2007 ".
وأشار إلى أن العالم بأجمعه في حيرة وفوضى من إعلان الرئيس الأمريكي، ولا يوجد تبرير ولا تفسير يمكنه أن يُرضي الرفض الذي حظي به هذا الإعلان؛ فالرفض ليس في السعودية فقط وإنما في العالم الإسلامي ودول غير مسلمة كذلك، مثل روسيا والصين والهند وغيرها.
وحول ما قاله الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عن منح ترامب القدس لإسرائيل مجانًا دون صفقات قال: "أنا لست رجل أعمال؛ لذا لا أعرف كيف يبرم ترامب صفقاته؟ لكن أعرف أنك لا تتنازل عن موقف قبل تحصل على شيء مقابل ذلك في المفاوضات".
وتابع: "الدبلوماسية استندت دائمًا إلى هذا النهج. وفي هذه الحالة - كما قال فريدمان - فإن ترامب أعطى شيئًا كان يمكن استخدامه لدفع العملية، وجعل السلام أمرًا أكثر تحقيقًا مما هو عليه الآن. والقدس ليست ملكًا لترامب كي يعطيها لأحد؛ لذا فإنه يعطي عقارات لمحتل غير قانوني لذلك العقار دون حق للقيام بأمر، وهذا غير مقبول مطلقًا ".