عندما حاول ان يسترق لحضات سكينة ويمارس طقوس راحته حيث يختبئ صوته و صورته على رصيف العمـــر بدأ ينتفض وينتظر بعينان موجهتان نحو مجهول وصافرة تعلن بداية رحلة هروب ولجوء الى ما لم يستطع الهروب اليه فشد رحاله وسط انتصاب الجبال تارة وبين هدوء الانهار تارة اخرى لايسمع غير دقات قلبه المتسارعة كاجراس قرعت ليسمع صداعها على ضفة اخــــــرى فانتابه شوق وخوف ممزوج بلهفة وحيرة لم يدرك منها الا رغبة عارمة لم تمهله التفكير أو التأمل في تلك الابراج العالية التي حجبت عنه رؤية بهاء سماء دنيا نفسه ليقع في متاهة طريق اضل فيها الوجهة والدليل فقد كانت رحلته شاقة و غير متوقعة تمنى لو يعانــق فيها اشجان ألم ويحضن املاً يسعده ويبوح بما لم يجود به لسانه فرفرف كثيرا وحلق ليلفه من جديد صوت الصمت الــــذي يــــرن في كــل مكان ليلتهم لسانه وتصـــــم الحانـــه داخل صندوق مــاسي عابق بالحنان مضيئ بنور فيروزي لا تلمحه عيون البــريـة. لتعود نسمات الفـــــراق تــــــرشقه بنارها الحــــارقة مـــن جديد فيدور ويدور بــــــــأزقة اللاحدود ويتوه بشوارع الحلـــم لينتهي حيث كانت البداية قد كادت ان تكون ليستفيق على حلم عابر