زوايا عامه { مَقْهَى يُعَآنِقُ العُقُول .. تُسْكِبَهُ حُرُوْفَكُم بِـ " مَوَآضِيْعَ عَآمَه |
11-28-2017, 11:35 PM
|
|
|
|
|
سـتـائر الضمـــر
ستارة الضمير
لم يشعر يوما بأنه وحيد ومهمل وفي حالة تدعو إلى الرياء ,
مثلما شعر عندما أصيب بنزلة صدرية شديدة قبل أيام ,
وكانت هناك
طبول تدق في رأسه , وبخار يتصاعد من رئتيه ,
ودموع حارقة
تشوي جفنيه , وسعال جاف لا يتوقف ويشق صدره شقا .
قال لي انه شعر بالخوف ,
رغم علمه إنها وعكة طارئة ,
ورغم ثقته بصحته وسبابه وصلابة عوده , شعر بالخوف
لأنه لم يكن في حاجة إلى الطبيب , والى الدواء فحسب ,
فهذان موجودان حسب الطلب ,
لكنه احتاج إلى كف حانية
تمسح جبينه , والى عينين تدللانه مثل طفل صغير .
والحقيقة انه لم يكن وحيدا ,
فقد كانت والدته العجوز تجلس
عند رأسه , وشقيقاته يلبين طلباته وينفذن أوامر الطبيب ,
ويسقينه الدواء في مواعيده و(الشوربة ) في أوقاتها , لكنه
كان يحتاج إلى امرأة أخرى , تندس إلى جواره في فراش
المرض , وتأخذ رأسه المحموم إلى صدرها , وتقول له
( روحي فداك ) .
طافت في باله كل وجوه الفتيات اللواتي تعلق بهن ,
ثم هرب منهن , لم يكن يحب الارتباط , وكان حريصا
على حريته , يظن أن كل واحدة من عازبات العالم
تنصب له فخا , ولكي توقع به وتسحب قديمه إلى
بيت الطاعة , كان يعلم أنه سيتزوج يوما ما , لا محالة ,
ولكنه كان يؤجل تلك الخطوة , ففي العمر متسع , وفي الحياة
متع ولذائذ كثيرة , تنتظر أن تُقطف , وهو لم يشبع منها بعد .
لكنه حزين ووحيد مثل جورب مستعمل , على فراش المرض ,
مثل طفل لا حول له ولا قوة , هدت الأنفلونزا حيله ووضعته
وجها لوجه أمام الحقيقة , أمام كونه أنسانا هشا , يريد كيانا أخر
حميما يستند إليه .
لم تشفع له النزوات ولا أصدقاء الليالي السعيدة , لم تشفع له
عضلاته التي يربيها ثلاث مرات في الأسبوع , في نادي اللياقة
الصحية , لم تشفع له عبارات التودد والمجاملة , التي يحفظها
بالأطنان عن ظهر قلب , ويرددها صباحا ومساء , إن لسانه عاجز
عن الحركة , وكل ما فيه عاجز عن الحركة , وهو يريدها ,
تلك المرأة التي كان يهرب منها ويتصورها قفصا جميلا متحركا .
أعلم انه سيقوم من فراش المرض كحصان بري , وسيرمي علب الأدوية
والمسكنات في سلة المهملات , وستستعيد عيناه شقاوتهما ,
وسيعدو إلى سابق عهده في الذلاقة والتودد والتقرب من الحسناوات ,
لكن هل سينسى هذه ( الوقعة ) التي هزت أركان قناعاته ؟؟
طرحتُ عليه السؤال , فسكت ولم يجب , واعتبرت سكوته علامة ايجابية
على انه استوعب أمورا جديدة , وانه أدرك إن عليه اللحاق بالزمن
قبل فوات الأوان , وان الأربعين ليست قمة الشباب , بل بداية
الانحدار إلى الجانب الأخر من الهضبة , ورغم أن صديقا
في مثل حالته يحتاج إلى التفهم والتشجيع , فقد وجدت
نفسي أطلق , فجأة , قهقهة مرتاحة , على سبيل السخرية
منه , والتشفي , هاهو الطود الشامخ يجلس محبطا أمامي
مثل جرذ ****.
أعدت تذكيره بآلاف المرات التي كان
يسخر فيها من عباد اله , الساعين
إلى الزواج , وبملايين النكات التي كان يرددها في هجاء الزواج , كلما
ألمحت له إلى اؤلئك المسكينات , اللواتي كان يستميلهن
ثم يغدر بهن , كان مرتاعا وأزيد من خوفه , إن حرك ستارة ضميره ,
المسدلة على الكثير من المباذل , ان استغل لحظة ضعه خير استغلال ,
فهل أنت شخص تنتقم من نفسك في شخصه ؟؟
|
|
|
sJjJhzv hgqlJJJv
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه![72](images/smilies/s2/72.gif)
![](http://www.tra-sh.com/up/uploads/1659939395881.gif)
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:05 PM
| |