طالب والد الطفلة البالغة ثلاث سنوات ونصف، والمعذبة على يد والدتها، الجهات المختصة بالقريات بحمايتها وشقيقتها من تكرار ما تعرضت له من تعذيب، بعد أن تم إرجاعهما لوالدتهما، وذلك بإيداعهما دار رعاية خاصة لحين تسلمه لهما، بعد أن يُنهي فترة محكوميته بالسجن، والتي تبقَّى منها نحو أربعة أشهر، ولعدم وجود عائل لهما غيره.
وقال لـ"سبق" والد الطفلة "حلا" ضيف الله عدوان الشراري: "وجود الطفلة الآن مع والدتها بعد أن اعترفت لدى جهات التحقيق بتعذيبها وخروجها بكفالة؛ خطآن كبيران ومخالفان للأنظمة ولحقوق حماية الطفل من العنف الأسري".
وبين أنه يُحمِّل مسؤولية هذا الأمر وما سينتج عنه لبناته للجهة المسؤولة عن هذا التصرف، مؤكداً أنه تقدم بشكوى حول هذا الأمر عبر سجن القريات لمدير شرطة القريات، وذلك بتاريخ ١٠/١٠/١٤٣٥هـ، يطالب فيها بحماية بناته من تكرار تعنيف والدتهما لهما، ووضعهما بدار رعاية لحين خروجه، مبيناً أنه لم يأته الرد على معاملته حتى الوقت الحالي.
وأضاف "ضيف الله الشراري" أن بنته الثانية "غلا" تعرضت هي الأخرى للتعذيب، كما أن لديه ولدين لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما لا يعلم مكان وجودهما ولا حالتهما، وقد حاول البحث عنهما عن طريق بعض أقاربه، إلا أنه لم يجد لهما طريقاً.
من جهته بيّن لـ"سبق" عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة بمحافظة القريات "عبدالعزيز المشيطي"؛ أن الجمعية تابعت قضية الطفلة "حلا" منذ بدايتها، ولا تزال تتابع ما تقوم به الجهات الحكومية تجاهها، مقدماً شكر الجمعية للجهات الأمنية بالمحافظة على متابعتها القضية وكشف ملابساتها، والتي كانت تتابعها مع مدير شرطة منطقة الجوف اللواء عبيد الدعرمي، الذي وجّه شرطة المحافظة بالتعاون مع الجمعية، حتى تم التعرف على المتسبب الحقيقي بضرب الطفلة.
وقال إن الجمعية تطالب وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية بأن يكون هناك مركز لتأهيل الأطفال المعنّفين بالقريات، وتقديم خدمات التثقيف الأسري من خلال النشرات والمحاضرات التوعوية حول مخاطر العنف على الأطفال والمجتمع.
وكانت شرطة منطقة الجوف قد أصدرت بياناً حول قضية تعذيب هذه الطفلة؛ أوضحت فيه أن الادعاءات السابقة بأن الطفلة تعرضت للتعذيب في أحد قصور الأفراح بالقريات على يد مجهول؛ غير صحيحة، مؤكدة أن التحقيقات أكدت أن والدة الطفلة هي من عذبتها بعد أن اعترفت بذلك لدى شرطة القريات، وذكر البيان أنه تم إخراجها بكفالة.