تزخر المملكة العربية السعودية بالمواقع التاريخية والكنوز الأثرية النادرة التي تنتمي إلى عصور وحضارات متعددة، أدرج أربعة منها ضمن قائمة التراث العالمي التابعة إلى «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونسكو)، إضافةً إلى 10 مواقع أخرى مرشحة للتسجيل، ما وضعها على قدم المساواة مع كثير من البلدان التي قطعت شوطاً في هذا الطريق.
ونجحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على مدار السنوات السبع الماضية في تسجيل أربعة مواقع تراثية ضمن قائمة التراث العالمي، في ما أعلن رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان في مطلع العام 2015 تقدم الهيئة بطلب لتسجيل 10 مواقع أخرى، الأمر الذي يمثل جزءً مهماً ضمن مشروع العناية بالتراث الحضاري للمملكة.
وجاءت أبرز الأماكن التراثية في المملكة كالآتي:
«مدائن صالح» (مدينة الحجر) :
في العام 2008 أعلنت «يونسكو» أن «مدائن صالح» (مدينة الحجر) موقع تراثي عالمي، ليصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي. وتقع «الحجر» في محافظة العلا التابعة إلى منطقة المدينة المنورة، وتحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين و بلاد الشام ومصر. و«الحجر» اسم ديار «ثمود» في وادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك، ويستمد شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم، ومن أصحابه المعروفون بـ«قوم ثمود» الذين ذكروا في القرآن الكريم.
وسُكنت «الحجر» من قبل «المعنيين الثموديين» في الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومن بعدهم «اللحيانيون» في القرن التاسع قبل الميلاد، واحتلها الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد. ومن أهم المعالم الأثرية فيها «قصر الصانع» و«جبل إثلب» و«قصر البنت» و«القصر الفريد».
«حي الطريف» في «الدرعية التاريخية» :
تم تسجيل موقع «حي الطريف» في «الدرعية التاريخية» ضمن قائمة التراث العمراني العالمي في العام 2010، بعد إنجاز مجموعة كبيرة من الخطوات والمشروعات التي أهلت الموقع لتسجيله. ويحتضن «حي الطريف» أهم المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية، إذ يضم غالبية المباني الإدارية في عهد الدولة السعودية الأولى، كـ«قصر سلوى» الذي تم إنشاؤه أواخر القرن الثاني عشر الهجري، وكانت تدار منه شؤون الدولة، وقصر الضيافة التقليدي الذي يحتوي على حمام «طريف»، بينما يحيط بالحي سور كبير وأبراج كانت تستخدم لأغراض المراقبة والدفاع عن المدينة. وتمثل «الدرعية» التي نشأت على ضفاف «وادي حنيفة» رمزاً وطنيا بارزاً في تاريخ المملكة، إذ إنها كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى ومقر الحكم والعلم، واستمرت كذلك إلى أن اختار الإمام تركي بن عبد الله الرياض مقراً جديداً للحكم.
«جدة التاريخية» :
اعتمدت منطقة جده التاريخية في قائمة التراث العالمي في العام 2014، بعد موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيلها خلال اجتماعها في قطر في دورتها الـ38.
وتضم «جدة التاريخية» عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة، من أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، إضافة إلى سورها التاريخي، وحاراتها التي تختزن في مسمياتها الكثير من القصص والأحداث كحارة المظلوم وحارة الشام وحارة اليمن وحارة البحر، وأسواقها التي تتميز بطابعها الخاص كسوق العلوي وسوق البدو وسوق قابل وسوق الندى.
ويعود تاريخ مدينة جدة إلى عصور ما قبل الإسلام، لكنها اكتسبت بعدها التاريخي الإسلامي عندما اتخذها الخليفة الراشد عثمان بن عفان ميناءً لمكة المكرمة، ما جعلها واحدة من أهم المدن الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وبوابة للحرمين الشريفين.
الرسوم الصخرية في حائل :
يعتبر موقعي «جبة» و«راطا والمنجور» (الشويمس) في منطقة حائل من أهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهما رابع المواقع الآثرية التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي في العام 2015.
ويقع موقع «جبة» على بعد حوالى 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة حائل وسط حوض تحيط فيه الكثبان الرملية من جميع الجهات. ويعتبر من أهم وأكبر وأقدم مواقع الرسومات الصخرية في المملكة، إذ يضم نقوشاً ورسومات منتشرة في جبل آم سنمان وفي الجبال القريبة منه (عنيزة، الغرا، مويعز، شويحط، المركابة)، وتعود الرسومات إلى ثلاث فترات زمنية مختلفة، وهي فترة «نمط جبة المبكر» والفترة الثمودية والفترة العربية وأخيراً الإسلامية.
ويقع «راطا والمنجور» (الشويمس) إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل على بعد حوالى 320 كيلومتراً، إلى الغرب من قرية الشويمس الحالية بحوالى 35 كيلومتراً، وتم الكشف عنه من قبل الباحث الأثري في المنطقة سعد بن ع الرويسان في العام 1422هـ، وهو عبارة عن مرتفعات من الحجر الرملي تضم واجهاتها وواجهات الأحجار المتساقطة حولها الكثير من اللوحات الفنية متقنة لأشكال آدمية مكتملة تظهر أحياناً منفردة أو مصاحبه لأشكال حيوانية، نحتت جميعاً بطريقة الدعك أو النقر أو الحفر وبالحجم الطبيعي تقريباً.
وتعود الرسومات إلى ثلاث فترات مختلفة، الأولى هي نهاية العصر الحجري الأوسط، اما الفترة ثانية تتشابه برسوماتها مع الفترة الأولى، والثالثة يعتقد أنها تعود إلى الفترة الثمودية.
وعلى رغم إدراج هذه المواقع الأربعة، ونظراً إلى غنى المملكة العربية السعودية بالمواقع الأثرية والتراثية، تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى إدراج 10 مواقع أخرى على قائمة التراث العالمي، هي « قرية الفاو»، و« سكة حديد الحجاز»، و«درب زبيدة»، و«طريق الحج الشامي»، و«طريق الحج المصري»، و«قرية رجال ألمع»، و«بئر حمى»، وقرية «ذي عين»، وحي الدرع في دومة الجندل، و«واحة الأحساء».
VVl,hru Hevdm su,]dmC lujrg hgHafhp lujrg hgHafhp su,]dmC