الفاجر الزنديق .. فصل آلرفقه
بسم الله الرحمن الرحيم
من اعتاد المساجدَ شُهِد له بالإيمان، ومن اشتهر بالكذب وإخلافِ الوعد والخيانةِ حُكِمَ عليه بالنفاق، ومن جاهر بالمعاصي، وأصرّ على الكبائر عُدَّ فاسقاً، ومن حافظ على الفرائض، وواظب على النوافل، وبادر إلى الطاعات، وكفّ جوارحَه عن المعاصي، وُصف بأنه عابد.
وكذلك الحال في سائر المسميات الشرعية، فلا حرج في وصف الشخص بما يظهر من حاله وأقواله وأفعاله، فهذا أمر ثابت شرعا، وقد سمى الله في كتابه أنبياءَهُ، ووصفَ كلَّ نبيٍّ منهم بما تميز به من كريم الصفات.
وسمّى آخرين من الأشرار بأسمائهم -كإبليس وفرعون- واصفا إياهم بما يليق بهم من صفات ذميمة.
وقد درج العلماء على وصف الشخص بما يعتقد؛ فيقال –مثلا- المعتزلي والأشعري؛ وذلك من إنزال الناس منازلهم، ولئلا تختلط المفاهيم؛ فليس العابد كالفاسق، ولا المؤمن كالمنافق، ولا السنيُّ كالرافضيّ؛ ولِيُقْتَدى بالأخيار، ولِيُحْذَرَ مسلكُ الأشرار.
وهو أمر مشروع ما لم يكن مبنيًّا على ظنون وأهواء أو اتهام للنيات، فالسرائر والخواتم علمها عند الله.
نسأل الله صلاح السريرة وحسن الخاتمة.
فمن يرى جواز البداءة على الله تعالى، ويعتقد بالرجعة والعصمة لغير الأنبياء، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن قتل الحُجّاجَ يوم التروية، وردمَ بهم بئرَ زمزم، واقتلعَ الحجرَ الأسود من مكانه، لتبقى الكعبة خالية من الحجر الأسود أكثر من عشرين سنة، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن يتبرّأ من سائر أصحاب رسول الله ﷺ، ويكفرهم -إلاّ نفراً قليلاً منهم-، ويتّهم أمَّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بالزنا وقد برأها الله في كتابه، ويزعم أنّ المهديَّ عندما يخرج سوف يقيم عليها الحدَّ، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن تولّى كِبْرَ الخيانة العظمى في إسقاط الخلافة العباسية على يد التتار، ومكّن هولاكو من دخول بغداد، وارتكاب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بقتل أكثر من مليونَيْ مسلم، وإغراق وإحراق كتبهم، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
والذي يقول: (ومن ضروريات مذهبنا، أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب، ولا نبي مرسَل)[1]
ويقول: (وحتى إن النبي محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك في عهده)[2]
ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن ألَّف كتابا أسماه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" [3]
ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن يجيز الوطء في الدبر، ويبيح التمتّعَ حتى بالرضيعة، ضَمّاً وتفخيذاً وتقبيلًا، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
ومن يُحرّم مقاومةَ المحتل، بحجة أنه لا جهاد في زمن غيبة المعصوم، ألا يستحقُّ وصفَ "الفاجر الزنديق"؟
بلى .. فواحدة من هذه المخازي تكفي لاستحقاق وصف "الفاجر الزنديق"
فكيف إذا اجتمعت مع تلك الطوامّ اعتقادات باطلة، وسلوكيات منحرفة، وتصرفات رعناء، كالتطبير والنياحة وبناء الأضرحة وأخذ الخمس...إلخ، مما يفتي به معمّمو الرافضة ومراجعهم، ويدعون إليه ويفعلونه، مما لا يخفى على من عرف تاريخيهم، واطّلع على مؤلفاتهم، وسمع مقولاتهم، ابتداء من (ابن سبأ) مؤسس هذا المذهب الفاسد الذي ابتلي به آل البيت الأطهار، رضي الله عنهم، وانتهاء بكل من دعا بدعوته إلى ساعة الناس هذه.
ومن لم يفعل منهم شيئا من ذلك أو يقل به، فإنه لا ينكره، بل يقره ويرضاه، والراضي كالفاعل.
فالرافضة هم أشد المذاهب الضالة ضررا على الإسلام وأهله، فمنذ نشأتهم وهم يثيرون الفتن ويسعون في أرض المسلمين فسادا ويتآمرون مع الكفار ضدهم، والأحداث تشهد.
حميدان بن عجيل الجهني.
hgth[v hg.k]dr >> twg Ngvtri hg.k]dr
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|