في حين يمكن رؤية ظل رجل يصلي على الباب الغربي للجامع "باب التاج"
قبل صلاة العصر بخمس وأربعين دقيقة،
وفي التاسعة صباحا يمكن على باب "الشاه" رؤية ظل رجل، يعتقد أنه لأحمد شاه، الذي أمر ببناء الجامع.
ويحتشد الزوار في تلك الأوقات لمشاهدة والتقاط صور تلك الظاهرة الغريبة،
التي تعبر عن تطور فن العمارة الاسلامية في الأناضول في القرن الثالث عشر، الذي بني فيه الجامع، وارتباطه بالحسابات الفلكية.
وقال قائمقام ديفريغي، "محمد نبي كايا"، في تصريحات للأناضول،
إن الجامع يعتبر مثالا على نقش الإيمان والعلم والحب على الحجر، مشيرا إلى أن ظاهرة الظلال تحدث في الفترة من مايو/ أيار إلى سبتمبر/ أيلول من كل عام.
في عام 1228م أمر "أحمد شاه" أمير إمارة "منغوجاك" السلجوقية ونجل سلطان سلاجقة الأناضول سليمان شاه، ببناء مسجد يجمع في كنفه علوم الدين والدنيا معًا.. وتم تكليف المعماري "هرّم شاه الأخلاطي" لتنفيذ هذه المهمة.. فبدأ بالعمل من حساب مواقع الشمس والنجوم في السماء.. وبعد دراسة مكثفة استغرقت معه حولين كاملين، قام "هرم شاه" بتحديد المكان الذي سيقيم عليه المسجد.. ثم شيد مسجدًا أثبت من خلاله براعته في الفن وتعمقه في العلم، حيث استطاع أن يزاوج المادة بالمعنى والعلم بالدين؛ نحَتَ الحجر وصمم النقوش وفقًا لزاوية انحراف الشمس وزاوية سقوط أشعتها "يسكت اللسان، ولم يعد القلم يكتب، ويقف الإنسان مشدوهًا أمام تصاميم وزخارف هذا الصرح الذي خرج إلى الوجود بعد جهود جهيدة وحسابات دقيقة من قبل معماريين بارعين وفنانين ماهرين صابرين متصبرين".