طوال فترة الحمل، والتي تُقارب تسعة أشهر، يجب على الحامل العناية بنفسها وبجنينها بما يُساعدها على المرور بفترة حمل آمنة وصحيّة، فاتّباع التّغذية السّليمة ونمط الحياة الصحيّ يُساعدان الجنين على النّمو والتطوّر داخل الرّحم، بالإضافة إلى حصوله على احتياجاته من العناصر الغذائيّة الرئيسيّة، وبشكل عام، فإن فترة الحمل لن تحتاج لعناية خاصّة أو تغيير كبير في طريقة الحياة والغذاء، لكنّه يتطلّب اهتماماً ومتابعةً أكبر وبشكل دوريّ ومُنتظم.
العديد من النّصائح يمكن تقديمها للأم الحامل للعناية بنفسها وبجنينها خلال فترة الحمل، ومنها ما يأتي:[١][٢][٣]
الحصول على كمية كافية من الطاقة
تُنصح الحامل باستهلاك كميّة كافية من الأطعمة الصحيّة، وتناول كميّة وافرة من البروتين، وذلك بهذف إمداد جسمها بالطّاقة والسّعرات الحراريّة اللازمة خلال فترة الحمل، ويُفضّل ألّا تُضاعف الحامل كميّة الطّعام المُعتاد تناولها قبل الحمل، وإنّما عليها زيادة كميّة السّعرات الحراريّة المُكتسبة بما يُقارب 250 كالوري يوميّاً، ويتمّ ذلك من خلال تناول عدّة وجبات خلال اليوم، ويُفضّل التنوّع بالأطعمة اليوميّة لتحتوي على الفواكه، والخضراوات، والحبوب، واللّحوم؛ وذلك لتوفير جميع العناصر والفيتامينات اللازمة للجسم.
شرب كمية كافية من السوائل
يجب على الحامل أن تحمي نفسها من الجفاف، وذلك بشرب كميّات وافرة من السّوائل يوميّاً، وبالأخصّ المُحافظة على شُرب الماء بكميّات مُناسبة، وإذا شعرت الحامل بالغثيان عند مُحاولة شرب الماء يمكنها إضافة معلقة من السكّر والقليل من الملح إلى الماء، فهذا يُساعد في الحِفاظ على رطوبة الجسم، ويُخفّف من الشّعور بالغثيان الذي قد يحدث عند محاولة شرب الماء.
الحصول على قسط وافٍ من الراحة
يجب على الحامل الاستجابة لحاجة جسمها عند الشّعور بالتّعب والإجهاد، وذلك بأخذ قسطٍ وافٍ من الرّاحة والاسترخاء، ويُنصح بأخذ قسطٍ من الرّاحة بما يقارب 10 دقائق بين كلّ فترة وأُخرى، كما يُمكن أخذ غفوة قصيرة قبل العشاء، أو بعد تناول الغداء، وقد يكون لتعويد الجسم على أخذ قسط من الرّاحة بين الفينة والأخرى القدرة في مُساعدة الأم على التكيّف مع الوضع الجديد بعد الولادة، فوجود مولود جديد قد يمنعها من النّوم ليلاً، وستحتاج لاستغلال أيّة فترة خلال النّهار للرّاحة والنّوم والاسترخاء.
الثقة بالنفس والتفكير الايجابي
من المُهم أن تُحافظ الحامل على التّفكير الإيجابيّ، والبقاء على ثقة بأن الأمور ستحدث وتمرّ بطريقة جيّدة، كما تُنصح الحامل بالقراءة والبحث عن المعلومات الإيجابيّة حول الولادة والحمل، وعليها تجنّب قصص الرّعب المُتعلّقة بالولادة التي قد يرويها البعض، وكذلك تجنّب الاستماع للذين يتحدّثون عن صعوبة الأمر وخطورته، فالولادة حالة طبيعيّة تحدث بشكل مُستمرّ حول جميع أنحاء العالم دونما أيّة مشاكل، لذا، من المُهم أن تثق الحامل أنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام، وبأنّ جسدها قادر بمشيئة الله على تحمُّل أعراض الولادة.
المحافظة على وجود شخص لدعم الحامل معنوياً أثناء الولادة
من الخطوات التي يُمكن أن تأخذها الحامل بعين الاعتبار محاولة وجود سيّدة إلى جانبها أثناء عمليّة الولادة، وذلك لتقديم الدّعم النفسيّ والمعنويّ لها، وللتّخفيف عنها أثناء المَخاض، والأفضل ألّا تكون هذه السيّدة أحد أفراد الكادر الطبيّ الخاص بالولادة، حيث سينشغل هؤلاء الأفراد بتقديم الرّعاية الطبيّة للحامل أثناء الولادة، ولن يملكوا مُتّسعاً من الوقت لدعم الحامل معنويّاً، من جهة أُخرى فإنّ الحامل غير مُضطرّة لدعوة أفراد العائلة لحضور عمليّة الولادة، أو التّواجد معها في المستشفى أثناء الولادة، فإذا اعتقدت أنّ وجودهم حولها سيُقدّم لها الدّعم والتشجيع فبإمكانها دعوتهم للحضور، أمّا إذا رغبت بالحصول على خصوصيّتها خلال عملية الولادة فهي غير مُضطرّة لدعوة أيّ شخص للتّواجد معها.
النظر لآخر موعد للولادة بصورة واقعية
عند دخول الحامل بالشّهر التّاسع تبدأ بتعداد الأيام حتى يحين الموعد المُتوقّع للولادة حسب ما حدّده الطبيب، ولكن لا داعي للقلق إن تأخّرت الولادة بعد ذلك، فالحمل الطبيعي قد يأخذ ما بين 38 إلى 42 أسبوعاً، ومهما كان حساب موعد الولادة عِلميّاً ودقيقاً يبقى هناك احتمالٌ كبير لحدوث خطأ يُقارب الأسبوع في حساب عمر الجنين، لذا، تُنصح الحامل عند الحديث عن موعد ولادتها للآخرين أن تزيد أسبوعين على الموعد المُقرّر من قِبَل الطبيب؛ وذلك حتى لا تزداد مشاعر القلق والتّوتر لديها عندما تكثر الأسئلة من قِبَل الأهل والأقارب عن سبب تأخُّر ولادتها، وتجاوزها للموعد المُحدّد مِن قِبَل الطّبيب.
الاستفسار عن نتائج الاختبارات والفحوصات المختلفة
عندما يُوصي الطّبيب المُتابِع لحالة الأم الحامل بإجراء بعض الفحوصات أو الاختبارات للحامل، مثل فحص الدّم أو التّصوير بالموجات فوق الصوتيّة أو غيرها، يقع على عاتق الحامل الاستفسار عن سبب إجراء هذه الفحوصات، وما إذا كانت ضروريّة، وما المعلومات التي ستُقدّمها هذه الاختبارات، وكيف سيتمّ الاستفادة منها، وهل ستُشكِّل أيّ خطر على صحّتها أو على صحّة الجنين، وما إذا كان هناك بدائل لها، فمن المُهمّ أن تتطلّع الحامل على مُجريات الأمور، وفهم السّبب والتّداعيات وراء الفحوصات والاختبارات الطبيّة، والاشتراك مع الطّبيب باتّخاذ القرار الذي يُناسبها.
القراءة والتثقيف حول العناية بالحامل
من المُفيد أن تبحث الحامل في المواقع الصحيّة الموثوقة عن المعلومات الخاصّة بالحمل والعناية بالحامل والجنين، ونمط الحياة والتّغذية الصحيّة التي يجب اتّباعها، وكذلك الاطلّاع على الفحوصات الواجب إجراؤها، والأوقات المُناسبة للمتابعة مع الطّبيب ومُراجعته، وكيفيّة التّعامل مع المشاكل والأمراض الصحيّة التي تتعرّض لها الحامل خلال فترة الحمل، والأمر الوحيد الذي لن تحتاج الحامل لتعلّمه هو كيفيّة الولادة، فجسم الحامل يعرف تماماً ما عليه فعله أثناء عملية الولادة والمخاض، وليس على الحامل اتّباع أيّة خطوات لإتمام عمليّة الولادة بنجاح، بل إنّ كلّ ما تحتاج إليه الحامل هو قبول الدّخول بعمليّة الولادة برضىً وإدراك لكل ما ستمرّ به من آلام وتعب، وكلّ ما على الأم فعله هو اتّباع ما يُمليه عليها جسدها، فالجسم خير خبير في هذه العملية، ويعلم ما يجب فعله لإتمام عمليّة الولادة بسهولة ويُسر.